أبلغ سفير الجزائر الجديد في تونس، «عبد القادر حجار»، الرئيس التونسي «محمد منصف المرزوقي» التزام بلادنا بتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة التي تمكّن الشعب التونسي من تجاوز محنته على إثر المرحلة الانتقالية التي خلّفتها الثورة التي أطاحت بنظام «بن علي»، معتبرا ذلك تجسيدا ل «العلاقات التاريخية العميقة» التي تجمع البلدين. باشر السفير «عبد القادر حجار» مهامه الجديد سفيرا للجزائر مفوضا فوق العادة في جمهورية تونس ابتداء من يوم أمس عقب تسليمه أوراق اعتماده إلى الرئيس «محمد نصف المرزوقي». يأتي ذلك بعد شهرين من تعيينه في هذا المنصب من طرف الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» في إطار حركة جزئية في السلك الدبلوماسي أنهت فترة ثمان سنوات قضّاها «حجار» سفير في العاصمة المصرية القاهرة ومندوبا دائما للجزائر لدى جامعة الدول العربية. وأشار «حجار» في تصريح نقلته عنه أمس وكالة الأنباء الجزائرية أنه زيادة على تسليمه أوراق اعتماده سفيرا للجزائر للرئيس «منصف المرزوقي»، فإن محادثات جمعت الجانبين حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا بأنها تركّزت بالأساس حول ما وصفه ب «العلاقات التاريخية الأخوية العريقة» التي تجمع بين البلدين وكذا «أهمية المضي قدما في تجسيد ما تمت مناقشته في الجزائر بين رئيسي الدولتين». ومن هذا المنطلق أبلغ «عبد القادر حجار» رئيس الجمهورية التونسية «استعداد الجزائر الكامل لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة» التي تبقى تونس بحاجة إليها، معتبرا أن الظرف الذي تمر به «صعب بعد ثورة شعبية سلمية» يقضي تبني هذا الموقف، زيادة على خصوصية العلاقات الثنائية. ولم يفوّت السفير الفرصة للتعبير عن تطلع بلادنا بأن «تتواصل الثورة الشعبية التونسية في أجواء من السلم والهدوء والاستقرار» بما يضمن، حسبه، وصول أبناء الشعب التونسي إلى «إنجاز الأهداف التي اندلعت من أجلها ثورتهم والمتمثلة في الحرية والديمقراطية والاستقرار والرفاهية». وإضافة إلى ذلك تحدّث «حجار» عن موقف الجزائر الداعم لتونس فيما يخص «مسيرتها السلمية نحو انجاز مشروع الدستور الجديد للبلاد» وكذا «مشروع الاستقرار بعد اجتياز مرحلة المؤسسات المؤقتة والحكومة المؤقتة». فيما أفاد مصدر دبلوماسي جزائري أن محادثات السفير «عبد القادر حجار» مع الرئيس التونسي التي جرت ب «قصر قرطاج» الرئاسي تناولت انشغالات الجالية الجزائرية المقيمة بتونس. وبموجب ذلك يكون الرئيس «منصف المرزوقي» قد تعهّد للسفير ب «إيجاد الحلول لهذه القضايا في غضون السنة الجارية ومنها على وجه الخصوص المسائل المتصلة بالتنقل والعمل والإقامة والملكية» في إطار المبادئ الخمسة التي سبق وأن دافع عنها وهي حرية التنقل وحرية الاستقرار مع حريتي التملّك والاستثمار، إلى جانب حرية المشاركة في الانتخابات البلدية. إلى ذلك أورد مصدر وكالة الأنباء الجزائرية أن الطرفين تحادثا حول السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الثنائية «والجعل منها علاقات مثالية» على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية، وذكر أن الجانبين تباحثا في «أفاق دعم التنمية في المناطق الحدودية بين الجزائروتونس»، فضلا عن التطرق إلى عديد القضايا المرتبطة بالبناء المغاربي والسبل الكفيلة بتطوير العلاقات المغاربية وآفاق انعقاد مؤتمر القمة المغاربي.