عاد الهدوء أمس إلى منطقة سهل وادي ميزاب بولاية غرداية حيث رجعت الحياة إلى مجراها الطبيعي بعد موجة من أعمال شغب استمرت لعدة أيام. وقد سمح انتشار قوات حفظ الأمن في النقاط الحساسة لمدينة غرداية وتدخل الأئمة والعقلاء والشخصيات الإجتماعية البارزة من الإباضيين والمالكيين المتساكنين بهذه المنطقة باعادة الهدوء عقب حدوث أعمال شغب وتخريب وقعات ليلة الأحد إلى الاثنين الماضي. وكان والي ولاية غرداية "أحمد عدلي" قد نوه خلال لقاء جمعه الأربعاء الماضي بعقلاء المنطقة وممثلي المواطنين بمساهمة هؤلاء في إشاعة الهدوء والأمن وتحسيس المتساكنين حول أهمية المحافظة على الممتلكات العمومية والخاصة. ومكنت عودة الهدوء من فتح المحلات التجارية من جديد وعودة حركة المرور إلى كثافتها المعهودة عبر مختلف أحياء عاصمة وادي ميزاب حيث بدا المواطنون منشغلون بقضاء حاجياتهم اليومية كالمعتاد. وقد أعرب عديد المواطنين عن تأسفهم لأعمال التخريب والحرق التي تعرضت لها محلات تجارية خلال هذه الأحداث، وقال أحد أئمة المنطقة أمام جموع من الشباب " قدرنا هو أن نعيش معا في كنف السلم والطمأنينة والأخوة بهذه البلدة الآمنة " داعيا "إلى اعتماد الحوار كوسيلة لإيجاد الحلول للخلافات ". ومن جهته يرى شاب جامعي أن شباب غرداية "يتنازع لأتفه الأسباب على غرار باقي الشباب في العالم بأسره"، مشيرا أن "الأفكار المسبقة يمكن لها أن تتسرب لاسيما في فترات الغضب الداخلي" والتي يمكن أن تخلق "مشاعر عدم الثقة بين الطرفين ". وقد سجل عدد من الجرحى في أوساط المواطنين من المتساكنين وفي صفوف قوات الأمن خلال هذه المناوشات التي صاحبتها أعمال تخريب وتحطيم ممتلكات عمومية وخاصة. وقد تم وضع 14 شخصا من المشتبه في تورطهم في هذه الأحداث تحت الرقابة القضائية والتحقيق يأخذ مجراه الطبيعي من أجل الكشف عن المتسببين في هذه الأحداث التي اجتاحت بعض أحياء مدينة غرداية.