أكد أمس الرئيس المدير العام لمخابر نوفونورديسك لارس روبيان سورونسون بكوبنهاغن (الدنمارك) أن الجزائر "شريك هام" لمؤسسته على مستوى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وبرأيه فإن السلطات العمومية الجزائرية لم تذخر أي جهد في مجال التكفل بالأمراض المزمنة، ولا سيما توفير العلاج للمصابين بداء السكري. وأكد سورونسون على هامش الدورة التدريبية التي نظمتها المخابر لفائدة 35 صحفيا من 19 دولة من بينها الجزائر أن هذه الأخيرة تولي "اهتماما كبيرا" للجزائر مذكرا بإشرافه شخصيا على فتح مكتبها بها وكذا مصنع تيزي وزو لصناعة الأدوية الموجهة لعلاج داء السكري. وبخصوص التكفل بداء السكري بالجزائر، يرى نفس الخبير أن السلطات العمومية الجزائرية لم تذخر أي جهد في مجال التكفل بالأمراض المزمنة ولاسيما توفير العلاج للمصابين بداء السكري، وفي رده عن سؤال حول الشراكة بين وزارة الصحة الجزائرية والمخابر من خلال العيادة المتنقلة للتشخيص المبكر عن داء السكري ثمن نفس المتحدث النتائج التي حققتها هذه العيادة من خلال زيارتها لعدة ولايات من الوطن. وإستفاد من هذه العملية منذ انطلاقها سنة 2011 أكثر من 17 ألف شخص في مجال التشخيص المبكر للداء وأكثر من 14 ألف شخص من الكشف عن تعقيداته، وأكد في نفس السياق أن الهدف الرئيسي من هذه التجربة التي استفادت منها عدة بلدان قبل الجزائر ليس الحصول على معطيات وبائية حول المعدل الحقيقي للإصابة بالداء واصفا التجربة الجزائرية ب"أحسن نموذج" بالدول الناشئة في مجال توفير العلاج بالمناطق النائية دون خلق بالضرورة مرافق صحية بها . وأشار بالمناسبة إلى سعي كل من الشريكين (وزارة الصحة ومخابر نوفونورديسك) إلى استفادة أكبر عدد من الأشخاص المصابين بداء السكري بالمناطق النائية من خدمات هذه العيادة بغية توفير معطيات تساعد السلطات العمومية على تحسين نوعية علاج المرضى وكذا الكشف عن الداء بالنسبة للمرضى الذين يجهلون أصابتهم بهذا الداء بالإضافة إلى توفير المعطيات اللازمة لأصحاب القرار لتحسين نوعية حياة المرضى. وعن الشراكة بين مجمع صيدال ومخابر نوفونورديسك أوضح أنها تساهم في تعزيز العلاقات مع السلطات العمومية على الخصوص وتوسيعها بالجزائر على العموم من خلال إنتاج مادة الأنسولين محليا ودعم استثمار نوفونورديسك على المدى الطويل من أجل استفادة المريض من العلاج المناسب. وبخصوص الأدوية المبتكرة التي أنتجتها المخابر خلال السنوات الأخيرة ولم تنزل إلى السوق الجزائرية بعد، عبر سورونسون عن أمله في أن تتوصل كل من وزارة الصحة الجزائرية ومخابر نوفونورديسك إلى "حل وسطي" لتسجيل هذه الأدوية المتطورة على غرار ما هو جاري بالدول الأوروبية حتى يستفيد الأشخاص الذين يعانون من داء السكري من هذا العلاج. وأكد أن هذه الأدوية الحديثة التي خضعت للتجارب العيادية قد أثبتت "نجاعتها" وساهمت في تحسين نوعية حياة المصابين بداء السكري، ولدى تطرقه إلى تطوير البحث العلمي المتعلق بداء السكري أكد الرئيس المدير العام لمخابر نوفونورديسك أن العلم لن يتوصل إلى اكتشاف أدوية تؤدي إلى شفاء المريض نهائيا قبل سنوات 2020 و2025 وذلك رغم التطورات المشجعة التي حققها في هذا المجال. وتتواجد مخابر نوفونورديسك بالجزائر منذ سنة 1936 كما أنها استثمرت لأول مرة في صناعة الأدوية محليا بواد عيسي بولاية تيزي وزو سنة 2006 وهو المصنع تسييره إطارات جزائرية، كما وقعت المخابر مع مجمع صيدال سنة 2012 على عقد شراكة لإنتاج مادة الأنسولين بنوعيها بمصنع قسنطينة وستنزل أول أنسولين تحمل علامة مشتركة إلى السوق الوطنية مع بداية 2014 كأقصى أجل، وقد توسعت الشراكة بين الجزائر والمخابر إلى ميادين أخرى منها العيادة المتنقلة للتشخيص المبكر عن داء السكري وتعقيداته حيث زارت هذه العيادة المتمثلة في شاحنة مجهزة طبيا ويشرف عليها فريق متخصص ولايات كل من الجزائر العاصمة ووهران والبليدة وأدرار وتيارت وجيجل والوادي.