أكد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح أن مشروع قانون الإجراءات الجزائية الذي تم الانتهاء من إعداده يعد "لبنة أخرى لتكريس الإصلاحات العميقة لقطاع العدالة". وأوضح الوزير أول أمس بالنعامة على هامش تفقده لعدد من المنشآت التابعة لقطاعه أن مشروع قانون الإجراءات الجزائية "سيكرس خطوة كبيرة نحو بناء دولة القانون وجعل القضاء ركيزة أساسية لضمان الحريات و حقوق المواطن". وأضاف لوح قائلا أن هذا المشروع "يتضمن عدة محاور تعمق من مصداقية العدالة و من بينها دعم النيابة العامة بمساعدين ذوي الاختصاص و إدخال المحاكمة الفورية بتحويل أمر الإيداع فورا لقاضي الحكم للفصل في الحريات المتعلقة بالأشخاص و إدخال البصمة الوراثية في معالجة القضايا و التحقيقات لمحاربة التزوير". ويطمح مشروع قانون الإجراءات الجزائية أيضا إلى "تعزيز حقوق المشتبه فيهم أثناء التحقيق الابتدائي، كما ستتخذ بالتشاور و بعد الاجتهاد القضائي و إشراك ممارسي سلك القضاء إجراءات جديدة لتقليص مدة الفصل وتراكم القضايا في المحكمة العليا" كما ذكر الوزير. مضيفا أن المشروع "سيضمن تبسيط إجراءات الطعن بالنقد مع تدعيم مبدأ قرينة البراءة وعدم التعليق على القرارات القضائية إلا بواسطة الطعن كإجراءات لضمان استقلالية السلطة القضائية". وأشار لوح من جهة أخرى أن دائرته الوزارية على وشك الانتهاء من إعداد النصوص التنظيمية لتجسيد النظرة الجديدة لترقية التكوين للقضاة ومساعديهم. وأشرف الوزير في مستهل زيارته للولاية على تدشين المقر الجديد لمجلس القضاء بالنعامة الذي يتشكل من طابقين و تفقد بعض مرافقه. و يعد هذا المرفق القضائي ال41 من نوعه على المستوى الوطني ويتوفر على كافة المرافق الضرورية لاستقبال المواطنين و مزاولة الموظفين لنشاطهم في ظروف مناسبة. وبلغت تكلفة إنجاز هذا الهيكل القضائي بعد تحويل منشأة إدارية تابعة للولاية إلى قطاع العدالة ب205 مليون دج مدرج ضمن البرنامج القطاعي العادي للتنمية. ويشمل إقليم اختصاص مجلس قضاء النعامة ثلاث محاكم بكل من النعامة والمشرية و العين الصفراء وهو يتوفر على 50 عاملا في مختلف الأسلاك من بينهم 5 قضاة و12 أمين ضبط. وبالمناسبة أشرف وزير العدل حافظ الأختام على حفل التنصيب الرسمي للسيد بن شريف الحاج رئيسا لمجلس قضاء النعامة و بن عبد الله مصطفى نائبا عاما لنفس المجلس. ويندرج فتح مجلس قضاء ولاية النعامة التي كانت تابعة سابقا لمجلس قضاء ولاية سعيدة ضمن تجسيد مبدأ تقريب هياكل العدالة من المواطنين و تسهيل شؤون المتقاضين و ترقية أداءات مختلف الجهات القضائية عبر الوطن و الرفع من نسبة معالجة القضايا و إصدار الأحكام والقرارات وتنفيذها كما أوضح الوزير على هامش مراسم التدشين. وقدمت للوفد الوزاري حصيلة بالأرقام حول نشاط المحاكم الثلاثة التابعة لهذا المجلس حيث أكد لوح بالمناسبة على ضرورة التنسيق بين مصالح الحالة المدنية و وكلاء الجمهورية لدى المحاكم محليا لتجنب الأخطاء الواردة و تصحيحها في الوثائق الشخصية للمواطنين من مصدرها حتى لا يقع أثرها السلبي على سير المنظومة القضائية. وتلقى الوزير أيضا عرضا حول العمليات الجارية لتدعيم جهاز العدالة بالولاية حيث ألح على تدارك التأخر المسجل في إنجاز المؤسسات القضائية بالولاية و اعتبره "غير مقبول" و"غير مبرر" وأمر أن تستلم جميع المشاريع التي حظيت بإعادة التقويم المالي كمحكمة جديدة بالمشرية و المؤسسة العقابية الجديدة بنفس البلدية قبل شهر يونيو المقبل. وأشرف الوزير أيضا على تنصيب المحكمة الإدارية للنعامة التي اعتبرها "مكسبا جديدا" لدعم القضاء موضحا بأن تنصيب هذه المحكمة هي "خطوة جديدة لتكريس مبدأ تقريب جهاز العدالة من المواطنين و تعميم الهياكل الضرورية لاحتضان الهيئات المستحدثة الخاصة بالقضاء الإداري عبر مختلف جهات الوطن". وبمقر المحكمة الإدارية للنعامة أشرف لوح على تنصيب بن شهيدة عز الدين رئيسا لهذه المحكمة و جابري أمحمد محافظ للدولة لدى هذه المحكمة. واختتم وزير العدل حافظ الأختام زيارته إلى ولاية النعامة التي دامت يوما واحدا بتفقد بعض مرافق محكمة النعامة حيث جدد لوح تأكيده أن قطاع العدالة مستمر في جهوده لتقريب مصالحه من المواطن لتجنيبه عناء التنقل إلى مناطق بعيدة للتكفل بشؤونه وأيضا تحسين الظروف الاجتماعية المهنية لموظفي القطاع.