أكد مشاركون في اجتماع قادة الأحزاب السياسية و الشخصيات الوطنية الفاعلة في ليبيا بالجزائر العاصمة أن الاجتماع الذي انطلق أمس يشكل "خطوة هامة" في مسار الحل السياسي للأزمة الليبية "خاصة و أنه يركز على ترسيخ فكرة الحوار و نبذ العنف". و أكد المحامي والنائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي سابقا لوكالة الأنباء الجزائرية أن الاجتماع الذي تستضيفه الجزائر من شأنه أن يساهم "بشكل كبير" في صناعة الحل السياسي لاسيما و أنه يعد "خطوة هامة في المسار السياسي لحل الأزمة الليبية " كونه يجمع "أطراف فاعلة على الساحة السياسية الليبية من أحزاب و شخصيات سياسية ذات الوزن المؤثر" في ليبيا. وأوضح جمعة أن الفكرة الرئيسية لهذا الاجتماع هي "دعم المسار السياسي الذي بدأ في جنيف و التأكيد على ضرورة نبذ العنف و الدمار و تحقيق إجماع بين كل الفرقاء حول أهمية الخيار السياسي نحو حل الأزمة في البلاد". و شدد جمعة على أن الحل في ليبيا "يجب أن تصنعه جميع الأطراف دون أن يكون لطرف أو آخر القدرة المطلقة على فرض حل معين"، بحيث، كما أضاف، "لابد أن يكون التوافق بين الجميع كأساس لأي حل مستقبلي". واعتبر الناشط السياسي الليبي أن "أهم نقطة لابد أن يتوافق الجميع عليها في الوقت الراهن هو "وقف الاقتتال و حقن الدماء و التركيز على الثوابت الوطنية"، كأرضية للحوار و أهمها وحدة التراب الليبي ثم المضي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع حدا لحالة التشتت التي تعرفها البلاد و حل الأزمة و الانطلاق بعد ذلك في إعادة بناء الدولة الليبية التي تسع الجميع". كما أثنى جمعة على أهمية الدور الجزائري في هذا الإطار خاصة بالنظر إلى القواسم التاريخية و الجغرافية التي يشترك فيها الشعبان الجزائري و الليبي، معربا عن ثقته في الدور الجزائري "الذي يظل دائما محوريا" في مثل هذه الاوضاع. من جانبه أكد عضو المكتب السياسي بحزب الوطن الليبي جبريل شعيب الزوي أن اجتماع الجزائر "جاء في الوقت المناسب" نظرا إلى محتواه و الشخصيات المشاركة فيه. و أشار الزوي إلى أن جدول أعمال لقاء الجزائر يتضمن البحث في "كيفية دعم المسار السياسي الأممي لحل الأزمة في ليبيا"، مركزا في نفس السياق على الدور الذي تحدده الأحزاب و مؤسسات المجتمع المدني لنفسها خلال اجتماع الجزائر بهدف "المساهمة في إنجاح المسعى السياسي لإخراج ليبيا من الأزمة فضلا عن وضع تصور للآلية الكفيلة بمتابعة أي اتفاق يتم التوصل إليه من خلال مسار الحوار". و أكد الزوي أن حزب الوطن الذي ينشط ضمن مجموعة أحزاب أخرى تتقاسم نفس الرؤى يركز على "ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية على اعتبار أن المشكل الذي تعاني منه ليبيا حاليا هو مشكل تشريعي بالدرجة الأولى". وأكد الزوي استعداد حزبه لتقديم تنازلات في سبيل التوصل إلى توافق حول حكومة وحدة وطنية تمثل جميع مكونات المجتمع الليبي مشترطا في ذلك "التمسك بالثوابت الوطنية و على رأسها وحدة التراب الليبي". و أشار نفس المتحدث إلى أن حزب الوطن يعول على "الدور المتوازن" الذي تلعبه الجزائر في حل الأزمة الليبية، معربا عن أمله في أن يستمر هذا المسار إلى غاية بلوغ الأهداف المرجوة منه. و بدوره أكد رمضان خالد مستشار رئيس حزب العدالة و البناء أن كل الأطراف السياسية المجتمعة اليوم تتفق على ضرورة الخيار السياسي لحل الأزمة في البلاد، مؤكدا على "وجود إجماع على ضرورة الذهاب نحو حكومة وحدة وطنية". وأوضح السياسي الليبي أن الهدف من هذا الاجتماع "هو إشراك جميع الفرقاء الليبيين في مسار الحوار وهذا نظرا إلى الاحترام الذي تحظى به الجزائر لدى جميع الأطراف"، معربا عن تفاؤله بمسار الحوار بين الفرقاء الليبيين و بالدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في هذا الإطار.