تنظم جمعية "النجم الثقافي" ل«أقبو» ببجاية الطبعة ال3 للشعر الأمازيغي لتكريم الشاعرة الراحلة «رحمة آيت عيسى»، في الفترة الممتدة من ال24 إلى ال27 ديسمبر المقبل، بمشاركة 60 شاعرا من 10 ولايات، وسيكون هذا الموعد الثقافي بمثابة خاتمة لعام من الشعر الأمازيغي بعد أن احتضنت قرية «آيت إسماعيل» الدورة الأولى للتظاهرة نفسها وتيزي وزو الطبعة ال2، حيث سيتم هذه المرة تكريم الشاعرة «رحمة آيت عيسى» التي توفيت سنة 1951عن عمر يناهز 115 سنة، وتركت وراءها أرثا كبيرا من التراث القبائلي في مجال الشعر الأمازيغي الكلاسيكي الذي يعكس في الواقع تجذّر الشعب الجزائري في أوصال التاريخ والحضارة الإنسانية، وللعلم فإن «رحمة آيت عيسى»، اسمها الحقيقي «رحمة نات عبد السلام»، وولدت في القرن ال19 وتزوجت في سن الثانية عشر وأصبحت مسؤولة عن عائلة بأكملها رغم صغر سنها، وكانت أيضا طبيبة تقليدية للقرية ومحبوبة من طرف الجميع، حيث الكل كان يسميها "جدة رحمة"، وهي أم لسبعة شهداء ومحتضنة لعشرين يتيما، توفيت في سن 115 سنة 1951 بعد عطاء كبير في الحياة والشعر، وتأتي هذه المبادرة كخطوة هامة تحمل في طياتها اعترافا ضمنيا ومعنويا وتشجيعا لكل الجدات والأجداد الذين حافظوا على الشعر والتراث الثقافي الأمازيغي بصفة عامة والشعر الأمازيغي بصفة خاصة، والذين تمكّنوا من نقل هذا التراث الكبير إلى الأجيال اللاحقة، وجاءت هذه الخطوة بعد تكريم العديد من الشعراء في الطبعتين السابقتين أمثال «طاوس عمروش»، «عمار ارتيلان»، «سي محند أومحند» و«رحمان فارس»، ويشارك في هذه التظاهرة 60 شاعرا، والتي تتضمن العديد من النشاطات الثقافية، حيث ستعرف تنظيم معرض، علاوة على احتضانها لثلاثة محاضرات بمركز الشباب «عبد الرحمن فارس»؛ الأولى تحت عنوان "التيارات الأدبية في الشعر الأمازيغي" من تنشيط الأستاذ الجامعي «حلوان حسان»، والثانية "دراسة حول النص الشعري" من تقديم الأستاذ الجامعي «صالحي محمد آكلي» والثالثة "أوجه البلاغة في شعر آيت منقلات" من تنشيط الأستاذ الجامعي «جلاوي»، وتندرج في هذه المناسبة ضمن جدول أعمال هذه الطبعة قراءة مقالات شعرية لشعراء المنطقة بدار الشباب ب«أقبو» مع تنظيم سهرة من للأغنية الشعبية، إضافة إلى احتضان كل من دور الشباب ب«أقبو» و«تازملت» و«اغزر امقران» 3 عروض مسرحية لفرقة "نوميديا" من وهران، كما تهدف جمعية "النجم الثقافي" من خلال هذه التظاهرة للارتقاء بالثقافة الأمازيغية وإعادة الاعتبار لبعض الوجوه الثقافية الجزائرية وكذا تشجيع الإبداع الشعري الأمازيغي وتحقيق فضاء التبادل الثقافي بين الشعراء.