عرضت الحكومة البريطانية مبنى تاريخياً تابعاً لها، حيث كان يضع زعماء مثل ونستون تشرشل، رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، الاستراتيجيات السياسية والخطط خلال الحربين العالميتين والحرب الباردة، للبيع بأكثر من مائة مليون جنيه إسترليني (117 مليون يورو)، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الاثنين. وأُنشئ هذا المبنى التاريخي، الذي عاصره العديد من الزعماء خلال فترة الحروب والصراعات العالمية، في عام 1901، وسيتم نقل الموظفين العاملين به إلى مقر وزارة الدفاع البريطانية العام المقبل، حسبما أشار وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند. وأوضح "هاموند" أن وضع الموظفين العاملين في مجال الدفاع جميعهم تحت سقف واحد سيوفر على الحكومة البريطانية نحو ثمانية ملايين جنيه إسترليني (تسعة ملايين وثلاثة آلاف يورو) سنوياً. وجاء هذا البيع ضمن خطط خفض النفقات التي تسعى إليها الحكومة الائتلافية بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن المبنى مكون من 25 مليون طوبة وآلاف الأطنان من الأحجار التي تم جلبها من "بورتلاند" و"يورك"، كما يحتوي سقفه على منحوتات ترمز إلى الحرب والسلام والعدالة والنصر. ومن ضمن الزعماء الذين عملوا في هذا المبنى وقت الحرب اللورد هالدان القائد الحربي، واللورد كتشينر القائد الأعلى للجيش البريطاني، وتشرشل. ومن بين الزعماء أيضاً الضابط البريطاني الشهير توماس إدوارد لورنس، الملقب بلورنس العرب، الذي كان يضع خرائط لمنطقة سيناء وفقاً لسفرياته بالمنطقة، واشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية. وهاجمت القوات الألمانية هذا المبنى الذي لقب "بمكتب الحرب" مراراً خلال الحرب العالمية الثانية؛ ما أسفر عن مقتل شخص واحد، في حين بالكاد تعرض المبنى للأضرار. وجُدّد المبنى، الذي يحتوي على أكثر من ألف غرفة، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وأُعيد افتتاحه عام 1992 ليكون مقراً رئيسياً للمخابرات الحربية.