قالت مصادر في مطار القاهرة ووزراة الخارجية المصرية إن المفاوضين الإسرائيليين وصلوا اليوم الاثنين 11 أوت 2014 إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء المصريين الذين يعقدون محادثات لانهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من شهر بين اسرائيل والنشطاء الفلسطينيين. وتلتزم اسرائيل وحماس بداية من اليوم الاثنين بهدنة لمدة 72 ساعة في قطاع غزة بدأ العمل بها عند الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي على أن يبدأ المفاوضون العمل على تحويلها إلى هدنة دائمة تنهي الهجوم الإسرائيلي الذي أوقع حوالى ألفي قتيل. ولم ترد أنباء فورية عن أي خرق لوقف إطلاق النار على الرغم من إعلان حماس أنها أطلقت صواريخ وصلت إلى منطقة تل أبيب لأول مرة منذ انتهاء هدنة سابقة يوم الجمعة قبل دقائق فقط من سريان الهدنة الجديدة. ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن صاروخا انفجر في منطقة مفتوحة في منطقة تل أبيب كما تم اعتراض مالايقل عن صاروخين آخرين في بلدة جنوبي تلك المنطقة مباشرة. ووافق الفلسطينيون وإسرائيل على تهدئة "متزامنة" خلال محادثات غير مباشرة تولى المصريون رعايتها، كما أعلن مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس برس. وقال المسؤول الفلسطيني "الوسيط المصري حصل على موافقة من الفلسطينيين وإسرائيل في وقت متزامن على تهدئة لمدة 72 ساعة جديدة". ومن ناحيته، أكد مسؤول إسرائيلي أن "إسرائيل وافقت على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار". أما بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة فشهدت أمس انفراجاً حسب مصادر مطلعة ,عزز فرص التوصل إلى اتفاق دائم للتهدئة في قطاع غزة، وصرح رئيس المكتب السياسي في «حماس» خالد مشعل في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في الدوحة امس ان الهدنة الجديدة «هي احدى الوسائل او التكتيكات سواء لغرض توفير مجال مناسب لانجاح المفاوضات او من اجل تسهيل ادخال المساعدات الاغاثية الي قطاع غزة». واضاف ان «الهدف الذي نصر عليه هو تلبية المطالب الفلسطينية وان يعيش قطاع غزة بدون حصار. هذا امر لا تراجع عنه». وكشف عضو في الوفد الفلسطيني عن اقتراحات مصرية للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائم يقوم على معادلة: «الجميع غير خاسر». وأوضح: «معروف أن إسرائيل لن تقبل اتفاقاً تظهر فيه غزة منتصرة، ومعروف أيضاً أن المقاومة لن تقبل اتفاقاً يظهر إسرائيل منتصرة، لذلك يجري البحث عن اتفاق لا خاسر فيه». وقال إن الجانب الفلسطيني مهتم جداً باتفاق يحقق ثلاثة أهداف هي: وقف نزيف الدم في غزة، وإغاثة أهلها وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وفتح المعابر لأهل القطاع. وأوضح أعضاء في الوفد أن مصر بدأت أخيراً بتسهيل حركة سكان غزة عبر معبر رفح الحدودي مع القطاع، وأن هناك إشارات مصرية إيجابية لجهة فتح المعبر تحت إدارة السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وفق قيود تراها مصر مهمة لأمنها القومي. وشكّل الوفد الفلسطيني من بين أعضائه لجنة لتقديم خطة عمل معبر رفح بعد الحرب تُقدم الى مصر في حال التوصل الى اتفاق تهدئة دائم. وعقد الوفد الفلسطيني أمس اجتماعاً خاصاً بعد الموافقة على تمديد وقف النار بحث فيه مستقبل الشراكة السياسية. وقال عضو في الوفد ل «الحياة» إن الاجتماع بحث في ثلاثة بنود هي: تفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني، وعقد اجتماع للإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير وتفعيله والحدود والمعابر في غزة. وأضاف أن الأطراف المختلفة تبدي تفهماً أكبر للشراكة السياسية في هذه المرحلة وبعد الحرب التدميرية التي تعرض لها القطاع. ومن المتوقع أن يعود الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة في الساعات المقبلة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة التي تجري عبر الوسيط المصري.