واصلت أسعار النفط تراجعها لتصل إلى أدنى مستوى لها في ست سنوات، مع توقعات بمزيد من تدهور الأسعار في ظل غزارة الفائض وضعف الطلب. فقد هبط سعر خام برنت أكثر من دولارين ليبلغ 46.32 دولاراً للبرميل، بينما تراجع الخام الأميركي هو الآخر لأدنى مستوى له في ست سنوات تقريباً ليصل إلى 45.06 دولاراً للبرميل. وتوقع محللون أن أسعار النفط ستهبط في نهاية الأمر إلى ما دون المستوى النفسي وهو أربعون دولارا للبرميل هذا العام. وعلى الرغم من هذا التراجع، فإن وزير النفط الإماراتي أكد الثلاثاء أن منظمة أوبك لن تغير إستراتيجيتها لإنتاج النفط، واستبعد حدوث أي انتعاش مفاجئ في الأسعار. وقال الوزير سهيل بن محمد المزروعي -في كلمة أمام مؤتمر لصناعة الطاقة في أبوظبي- إن سوق النفط "ستستغرق وقتا كي تستقر، لكن هل يستغرق ذلك عامين أو ثلاثة أعوام؟ يتوقف الأمر على مدى عقلانية المنتجين". واستبعد المزروعي حدوث أي انتعاش مفاجئ في الأسعار، قائلاً "يخبرنا التاريخ أنه كلما حاولنا التنبؤ بما سيحدث فإننا نفشل. ما أقوله هو أن من المستبعد أن نرى زيادة مفاجئة، سيستغرق ذلك وقتا. وأضاف "سيتوقف الأمر على ما سنراه في الربع الحالي والقادم. النصف الأول من 2015 سيعطينا مزيدا من البيانات للتكهن بما سيحدث". على أن هناك مؤشرات على حدوث زيادة في الطلب على النفط، مع تقارير تفيد بارتفاع الفائض التجاري للصين بنسبة 47.2%، لكن محللين يقولون إن السوق ستظل متسمة بالعصبية. وقال محلل الأسواق مايكل مكارثي إنه "على الرغم من أن مؤشرات الطلب والنمو في الصين ليست ضعيفة مثلما تبدو، فإن السوق في حالة من الهلع في الوقت الراهن، ونحن نرى ثمة استسلاماً" من جانب المستثمرين، وهو ما يعني أن الأسعار ستشهد مزيداً من التراجع.