ما لم يدر في بال متابعي حلقة «بيضة الشيطان» ضمن مسلسل «سيلفي» الأكثر إثارة للجدل في شهر رمضان، بأن المشهد الأخير من الحلقة الذي تضمن قيام شاب ينتمي إلى تنظيم «داعش»، بإعدام أبيه نحراً، حكاية واقعية، بطلها سوري الجنسية، روج لها سعوديون منتمون للتنظيم. إذ أعلن «داعش» قبل أشهر عن قيام أحد عناصره في سورية، بقتل والده في ساحة الإعدام بتهمة الردة، قبل أن يفجر نفسه في عملية انتحارية استهدفت قادة من تنظيم «جبهة النصرة» (إبريل) الماضي. فيما بث عدد من عناصر التنظيم السعوديين – حينها – تغريدات تؤيد فعله، مبررين ذلك بما أسموه ب«عقيدة الولاء والبراء». ووفقا لصحيفة الحياة كتب منذر الزعبي، المكنى «أبوغادة المهاجر»، وهو إعلامي «داعشي» سعودي، في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مبرراً قتل زميله جراح الأنصاري والده: «عندما عرف حقيقة التوحيد، وأدرك أن فعل الساحر ردة عن دين الله؛ بدأ بالأقربين إليه (والده) فقتله قُربةً لله ولاء وبراء». فيما كان أحد شرعيي التنظيم (سعودي الجنسية) حرض المتعاطفين معه عبر محاضرة دعوية مصورة، بُثت أخيراً بقتل الأقارب والوالدين قبل الانضمام لصفوف التنظيم. ويعد السوري «جراح الأنصاري»، أو «جراح الشامي» أحد أبرز القادة العسكريين في التنظيم، على رغم صغر سنه، عُرف إعلامياً بعد قتله والده – نحراً – بتهمة الردة. وشارك الشامي في معارك ضد أخوته السوريين «الثوار»، واصفاً إياهم ب«الصحوات المرتدين»، كان آخرها تنفيذه إحدى أكبر العمليات الانتحارية للتنظيم في شهر (أبريل) الماضي، مستهدفاً قيادياً في «جبهة النصرة» (التنظيم التابع لقاعدة الجهاد في سورية)، و13 عنصراً من تنظيم «الجبهة الشامية»، في منطقة مارع بريف حلب. وفي الحلقة ذاتها التي دارت أحداثها حول ذهاب ابن الممثل ناصر القصبي للقتال في مناطق الصراع، ليلحق به محاولاً أن يعيده قبل أن يتورط مع مجموعة من تنظيم «داعش»، ظهر مشهد تمزيق القصبي جواز سفره قسراً، الأمر ذاته الذي ظهر فيه قياديين سعوديين قبل أشهر بمقطع مصور، وظهر فيه الزعبي ذاته، الذي رحب بقتل السوري جراح والده «المرتد» على حد وصفه. والزعبي شاب سعودي ينحدر من مدينة الخفجي، ولقّب ب«أبي غادة المهاجر». أوضح من خلال المقطع أن تمزيق جواز السفر رسالة إلى السعودية. وكان خلفه مجموعة من الأشخاص يطلقون الرصاص في الهواء، تعبيراً عن فرحتهم بما فعله، ويمزقون جوازاتهم أيضاً. والزعبي هو من ظهر مع طفلي ناصر الشايق في أول صورة تم تداولها لهما بعد خروجهما من المملكة. وكان الطفلان يحملان فيها أسلحة، وعمل الزعبي «مشغلاً» في حقل السفانية النفطي التابع ل«أرامكو السعودية». ولم يُعرف عنه التشدد الديني حتى سفره إلى سورية 2012. الذي كان «أمراً مفاجئاً» بالنسبة لزملائه وذويه. كما ظهر في المقطع ذاته عدد من السعوديين من بينهم مفتي التنظيم عثمان آل نازح، الذي قتل أخيراً مع أخيه خالد في غارة جوية بعين العرب، وعنصر التنظيم فهد الحارثي. وكان المسلسل الرمضاني «سيلفي» من بطولة السعودي ناصر القصبي وتعرضه قناة «إم بي سي»، انتقد في حلقتيه الثانية والثالثة تنظيم «داعش» الإرهابي بسلوكياته في تجنيد الشباب وزجهم في عمليات إرهابية.