لجعل غرفة النوم ملاذاً صحياً للنوم والراحة، عليها أن تكون معتدلة الحرارة، مُعتمة وهادئة، لتنقلَك إلى "عالم النوم" بعيداً من الضغوطات اليومية خارج جدرانها الأربعة. لكن يُدخل العديد من الناس أموراً إلى غرفة نومهم، ويستعملونها دَوريّاً، مع العلم أنها مضرّة لنظام نومهم ولراحتهم الجسدية والنفسية: 1- الهاتف الخليوي: هناك العديد من الأعذار حول ضرورة استعمال الخليوي في السرير، أو وضعه إلى جانب السرير: يُستعمَل كمنبّه للاستيقاظ، ربّما يأتي اتصالٌ طارىء، استعماله لتصفّح تطبيق "إنستغرام" قبل النوم... لكن من الضروري أن تُبعد هاتفك الخليوي عنك في السرير، ففي كلّ مرّةٍ يُصدر صوتاً أو طنيناً، ستُجبَر على الاستيقاظ وسيتخربط نظامُ نومك. حتى إن الضوء الصادر من الخليوي يؤذيك: فالضّوء الأزرق الاصطناعي المنبعث من هاتفك يؤدي إلى إثارة غير صحية في المخ، ويعبث في إنتاجية الجسم للهرمون المحفِّز للنوم الميلاتونين، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم بسرعة وإلى الأرق على المدى الطويل. من هنا، عليك الامتناع عن استعمال الهاتف الخليوي قبل ساعةمن موعد نومك. والأفضل أن تضع هاتفك في غرفةٍ أخرى، في وضعية "الصعود إلى الطائرة"، وأن ترفع صوت المنبّه فيه. 2- كل ما يتعلق بالعمل: يُجري كثير من الناس أعمالهم عبر حاسوبٍ محمول أو لوحٍ إلكتروني أو هاتفٍ ذكي، وهم مستلقون في السرير! وهي جميعاً "ممنوعة" لصحة النوم ولراحة حقيقية. فأن تحوّل غرفة نومك إلى مكتبٍ للعمل يحوّل تركيز دماغك إلى واجباتك المهنية، بدل أن يدخل في سكينة للنوم والراحة. نحو 80% من الموظّفين يُنهون واجباتهم المهنية من سريرهم، مع العلم أن ذلك يُضعف الاندماج النفسي التلقائي بين غرفة النوم والنوم، وِفق قسم طب النوم في جامعة هارفرد. 3- الحيوانات الأليفة: يسعى متبنّو الحيوانات الأليفة إلى تمضية الوقت معها قدر الإمكان، خصوصاً في السرير، لكن الأمر يؤثّر سلباً في نظام نومهم. ففي كلّ مرّة يتحرّك فيها حيوانك الأليف أو يُصدر صوتاً، ستستيقظ لا محالة. وفي بحثٍ للجمعيات الأميركية المهنية للنوم عام 2014، تبيّن أن 30% من أصحاب الحيوانات الأليفة يستيقظون مرّة على الأقل كل ليلة بسبب حيوانهم. وما يحتّم عليهم إبعاد الحيوانات الأليفة عن سريرك، هو أنها تأتي بالغبار وحبوب اللقاح ما يرفع احتمال إصابتك بالحساسية. 4- الطعام: قد يكون الفطور في السرير تجربة رومنسية، ولكن الرومنسية تزول عند تواجد فتات الخبز مثلاً داخل السرير. إذ على الفطور في السرير أن يكون بسيطاً وألا يحدث يومياً. أبعِد الطعام عن سريرك لضرورات النظافة، ولأنه أيضاً يضرّ نظامَ نومك. تذكّر أنه لا يجوز أن يصبح سريرُك مطبخاً ومائدة! غرفة النوم مكانٌ مخصّصٌ للنوم والراحة فقط. 5- الكتاب: سيتفاجأ محبّو القراءة قبل النوم بأن الكتاب ممنوعٌ في السرير. لكن هذا ما ينصح به المتخصصون بالنوم إذا كنتَ تقرأ قصّة مؤثّرة، أو كتاباً تاريخياً، يصبح دماغك مُحَفّزاً بدل "إخماده" لينام. فنشاطُ القراءة يتطلب تركيزاً ومتابعة ما يُرهق الدماغ الذي يتحضّر للنوم، ويؤدي الأمر إلى نومٍ خفيف أي غير عميق. يمكنك أن تقرأ للاسترخاء قبل النوم على أريكة خارج غرفة النوم، أو على الشرفة، وعند شعورك بالنعاس توجّه إلى سريرك.