قال محمد شيمشك، نائب رئيس الوزراء التركي، الثلاثاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيلتقيان في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية يوم 9 أوت المقبل. جاء ذلك في تصريح له خلال لقائه نظيره الروسي "أركادي دفوركوفيتش" بالعاصمة موسكو، موضحا أن زيارته إلى موسكو جاءت لرأب الصدع، وإعادة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي بشكل سريع. وقال شيمشك إن بلاده تهدف إلى فتح صفحة جديدة مع روسيا، مشيرا إلى أن استقباله في موسكو جرى بأجواء ودّية للغاية. جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به نائب رئيس الوزراء التركي، الثلاثاء، بعد اجتماع عقدَه في العاصمة الروسية موسكو، شارك فيه وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، ومن الجانب الروسي كل من وزير التنمية الاقتصادية، أليكسي أوليوكاييف، ووزير الطاقة، ألكسندر نوفاك. وأضاف شيمشك أن الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الروس في موسكو أظهرت وجود رغبة لدى الطرف الروسي حيال التغلب على جميع المشكلات التي تشوب العلاقات الثنائية. ولفت شيمشك إلى أن اللقاءات في موسكو تمحورت حول التغلب على جميع المشكلات التي عكَّرت صفو العلاقات الثنائية طيلة الأشهر ال8 الماضية، والانتقال بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متقدم، أكثر مما كانت عليه قبل 24نوفمبر الماضي. (إسقاط تركيا مقاتلة روسية اخترقت أجواءها في نوفمبر 2015). من جهته، قال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، إنهم طلبوا من الجانب الروسي رفع العقوبات المطبَّقة على المنتجات الغذائية التركية، مشيرا إلى أن الاجتماعات لم تتطرق لقضية خفض أسعار الغاز الروسي المصدر إلى تركيا. وأكّد زيبكجي أن المحادثات بين الجانبين حققت تقدما في مسار مشروع خط أنابيب الغاز، الذي يعرف باسم "السيل التركي"، وقال: "أعتقد أن الفترة المقبلة ستكشف عن المزيد من التقدم في علاقات البلدين". وكشف زيبكجي أنه سيعقد في 6 آوت المقبل اجتماعا مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي بمدينة إسطنبول، كذلك سيعقد خلال أكتوبر المقبل اجتماعا آخر في إسطنبول أيضا، مع وزير الطاقة الروسي، الذي سيكون رئيسا للجنة الاقتصادية المشتركة. وأكد أيضا إحالته للسلطات الروسية قضية فرض تأشيرات دخول من جانب واحد على المواطنين الأتراك، وقال: "أعتقد أن جميع المشكلات سوف يتم حلها مع مرور الوقت، سيما أنني لمست أجواء إيجابية راغبة أيضا بالتغلب على جميع المشكلات التي تشوب العلاقات الثنائية". يذكر أن بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية بدأت عقب إرسال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، رسالة إلى نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، نهاية جوان الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل. وسبق لمقاتلتين تركيتين من طراز "إف - 16" أن أسقطتا مقاتلة روسية من طراز "سوخوي - 24"، في نوفمبر 2015، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا). وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة، شهدت العلاقات بين أنقرةوموسكو توترا؛ حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية قطع علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض موسكو قيودا على البضائع التركية المصدّرة إلى روسيا، وحظرا على تنظيم الرحلات السياحية والطائرات المستأجرة المتجهة إلى تركيا.