نفذ صحافيو تونس أمس، إضرابا عاما شمل كافة المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية في البلاد، في خطوة لم تعرف تونس مثلها منذ استقلالها في 20 مارس 1956. وقالت نجيبة الحمروني، رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إن هذا الإضراب يأتي استجابة لدعوة أطلقتها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بعد استنفاد كل سبل الحوار “بسبب تعنّت الحكومة ورفضها التجاوب مع مطالب الصحافيين”. وأوضحت أن “هذا الإضراب التاريخي” سيتواصل بحضور الأمينة العامة للفيدرالية الدولية للصحافيين، البرازيلية إليزابيث كوستا، والأمين العام المساعد للإتحاد العربي للصحافيين حاتم زكريا، ورئيس لجنة الحريات بالإتحاد العربي للصحافيين عبد الوهاب زغيلات. وأشارت الحمروني إلى أن مطالب الصحافيين التونسيين تتمثل أساساً في التنصيص على حرية التعبير والصحافة والإبداع من دون تقييد في الدستور التونسي الجديد، وتفعيل المراسيم المنظمة لقطاع الإعلام، ورفض كل المشاريع التي تنص على عقوبة السجن للصحافيين، وتحد من حرية الصحافة والتعبير، وضمان حق الصحافي في النفاذ إلى المعلومة. ويطالب صحافيو تونس الحكومة المؤقتة بالتراجع عن التعيينات المسقطة على رأس بعض المؤسسات الإعلامية العمومية، والفصل بين الإدارة والتحرير في المؤسسات الإعلامية، واعتماد هيئات تحرير إما بالتوافق أو بالانتخاب، مع صياغة مدونة سلوك ومراجعة ما تم وضعه منها، بالإضافة إلى رفض أي مس بالحق النقابي، وتسوية كل الوضعيات الهشّة والعالقة في مختلف المؤسسات الإعلامية. واعتبرت الحمروني أن الصحافيين التونسيين “تجاوبوا بتلقائية” مع هذا الإضراب الذي توقعت أن “يحقق نجاحاً باهراً من شأنه توجيه رسائل واضحة إلى الحكومة التونسية” المؤقتة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة.