تميز افتتاح المهرجان الثقافي والفني “أيام الحوزي لمدينة ندرومة” في تلمسان مساء أول أمس، بأداء فرق محلية لاستعراضات “فلكلورية” متنوعة على إيقاع “الزرنة”. وتم خلال حفل افتتاح التظاهرة تكريم عميد الأغنية الحوزية الشيخ محمد غافور، وإبراز دوره في نشر هذا اللون من الطرب “الكلاسيكي” بالجزائر عن طريق أداء العديد من الأغاني الجميلة التي نالت شهرة كبيرة مثل “يا لايم” و”بعد من ساعة”. كما نشط الأستاذ مقنونيف شعيب من جامعة تلمسان محاضرة حول الطرب الحوزي ومسيرة الفنان محمد غافور، مؤكدا “الحوزي طبع موسيقى تقليدي قائم بذاته ينتمي إلى أسرة الموسيقى الكلاسيكية للتراث الوطني مثل الطرب الأندلسي”. وتحدث المحاضر عن الفرق الفني بين الحوزي الذي رأى النور بمدينة تلمسان والفن الأندلسي الذي نشأ ب”غرناطة” في الأندلس قبل أن ينتقل إلى المغرب العربي. ويكمن الفرق -حسب المحاضر- في بعض الخصوصيات أهمها اعتماد اللون الأندلسي على القصيدة العربية الفصحى واللحن المضبوط بقواعد صارمة وسلم الإيقاعات التي تحترم مقاييس “النوبة”، في حين يعتبر الحوزي امتداد ل”الزجل الأندلسي” الذي استلهم من الشعر العامي، حيث استعملت قصائده اللهجة التلمسانية المهذبة وأديت باللحن “البروالي” الخفيف. ومن أهم المطربين الذين اشتهروا بأداء هذا النوع الموسيقي، تطرق المحاضر إلى الشيخ محمد غافور قبل سرد مشواره الفني، مذكرا بأن هذا الأخير من مواليد 1930 ب”ندورمة” وصقل موهبته الفنية معلمه الأول إدريس رحال مما سمح للشاب المولع بالطرب الحوزي بإنشاء جوقه الخاص سنة 1954 ويحصد العديد من الجوائز والرتب المشرفة بالمهرجانات الوطنية. وفي سنة 1981؛ توقف الشيخ عن الطرب للاعتناء بصحته وأسرته لكنه عاد بعدها إلى الساحة الفنية كما حظي بتكريم “جامعة السربون” بفرنسا في 2008 . من ناحية أخرى، سيتواصل هذا المهرجان على مدار ثلاثة أيام بتنظيم سهرات فنية تحييها مجموعة من الفرق الموسيقية مثل “المطربية” لمدينة البليدة و”النهضة” من وهران و”المغديرية” لمعسكر و”الجزيرة” للجزائر العاصمة و”الأصالة” و”الموحدية” لمدينة “ندرومة”.