تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال ال24 ساعة الأخيرة والمصحوبة برياح قوية فاقت سرعتها 60 كلم في الساعة بعنابة في غرق 6 قوراب صيد بميناء شطايبي بأقصى الجهة الغربية للولاية. وسجل تلف بعض القوارب التي انقسمت إلى شطرين بعد أن عبثت بها الأمواج قبل غرقها في حوض الميناء وهذا جراء اصطدامها ببعضها البعض بقوة. وقد ظل البحارة أصحاب هذه القوارب طيلة صبيحة أمس وهم في حالة طوارئ، حيث واجهوا صعوبات كبيرة لإخراج قواربهم الغارقة بالميناء أمام تهاطل الأمطار والأمواج العاتية والرياح القوية، خيث هب البحارة بأعداد كبيرة لمساعدة زملائهم المنكوبين، أمام اختناق الميناء بأعداد معتبرة من قوارب النزهة التي يفوق عددها 300 قارب والتي تستعمل في صيد الأسماك ويستغلها البعض في نهب الشعاب المرجانية النادرة بالمنطقة. وقد ظل البحارة إلى غاية كتابة هذه الأسطر يراقبون الوضع عن قرب تفاديا لحدوث أي طارئ لاسيما أمام هيجان الميناء وتدفق الأمواج العاتية والتي فاقت ال3 أمتار. كما تسببت الاضطرابات الجوية في بقاء 200 عائلة في العراء لنحو ساعتين من الزمن على مستوى قرية سيدي حامد التابعة إداريا لبلدية العلمة الواقعة على مسافة 40 كيلومترا إلى الجنوب من ولاية عنابة، وذلك بعدما نزعت الرياح الهوجاء التي هبت على المنطقة في صفائح القرميد التي كانت تغطي السكنات التساهمية الإيجارية التي كانت العائلات المعنية قد استفادت منها في غضون الأشهر القليلة الماضية، وهي الحادثة التي فجرت غليان أفراد العائلات، الذين قاموا بحركة احتجاجية عارمة، أقدموا من خلالها على قطع الطريق العابر لقريتهم، والرابط بين بلديتي برحال وعين الباردة، مع الاعتصام أمام البوابة الرئيسية لمقر البلدية، مطالبين بضرورة إيفاد لجنة تحقيق لمعاينة السكنات التي أنجزت بطرق غير مطابقة للمواصفات المنصوص عليها في دفتر الشروط، ولو أن المحتجين طالبوا أيضا بمعاقبة كل المتسببين في هذه الحادثة، لأن المشروع تم استيلامه والسكنات سلمت إلى أصحابها، من دون تسجيل تحفظات بشأن الأشغال المنجزة. إلى ذلك، فقد أعلنت السلطات المحلية لولاية عنابة حالة طوارئ قصوى للتحكم في الأوضاع على مستوى بلدية العلمة، حيث تدخلت كل الأطراف المعنية على جناح السرعة، وتم التحادث مع ممثلين عن المحتجين بخصوص نوعية الأشغال التي أنجزت بها هذه السكنات التساهمية، قبل أن يتقرر تحويل العائلات المتضررة إلى مراكز العبور على مستوى دار الشباب والمؤسسات التربوية المتواجدة عبر إقليم البلدية، مع برمجة أشغال ترميم استعجالية للسكنات المتضررة، في الوقت الذي تعهدت فيه مصالح مديرية السكن و التجهيزات العمومية بفتح تحقيق في ملف هذا المشروع. حالة طوارئ قصوى بقرى سرايدي إلى ذلك، أعلنت السلطات المحلية لولاية عنابة حالة طوارئ قصوى لفك الحصار عن سكان قرى و مداشر بلدية سيرايدي، التي تبقى أكثر المناطق تضررا بإقليم الولاية جراء هذه التقلبات الجوية، حيث تم تسخير كاسحات الثلوج والجرافات لفتح الطريق على مستوى المسالك المقطوعة رغم أن المعاناة بلغت ذروتها أول أمس، بعد انقطاع التيار الكهربائي على مستوى كامل بلدية سيرايدي، مما جعل المنطقة معزولة تماما عن المحيط الخارجي، كون الثلوج قطعت كل الطرق والمسالك الرئيسية والفرعية، والمصعد الهوائي الذي ظل بمثابة الملجأ الوحيد لمئات المواطنين وهي المعاناة التي أجبرت مصالح مؤسسة سونلغاز على التدخل على جناح السرعة، وقد عادت الحياة بصفة تدريجية إلى مدينة سرايدي بعودة التيار الكهربائي إلى البيوت في ساعة متأخرة من مساء أمس. وتحدثت مصادر أخرى عن سقوط جرحى في حوادث مرور وجرف الوديان لأشخاص فاجأتهم الأمطار والفيضانات في منحدرات، كما جرفت السيول كل الخضروات الموسمية وبعض رؤوس الماشية في أرياف 3 بلديات بالضاحية العربية للولاية. أما بعاصمة الولاية، فشلّت الحركة كليا في جل الأحياء، بفعل جرف الفيضانات لمواد البناء والحجارة والأتربة من الأحياء غير المعبدة خاصة بحي الريم والسهل الغربي وأحياء سيدي حرب الأربعة. وانسدت البالوعات وتسربت مياه الأمطار إلى بعض المرافق الصحية تسببت في إتلاف 3 ثلاجات وكمية كبيرة من اللقاحات حسب مصدر طبي مطلع في الوقت الذي انقطع التيار الكهربائي والهاتف أمام سقوط الكوابل في عدة أحياء ببلدية البوني.