لا تزال المؤسسات التربوية بمراحلها الثلاث بولاية المدية، تعاني نقصا فادحا في جانب النقل المدرسي خاصة بالمناطق الريفية، مما يتسبب في ارتفاع نسبة التغيب الملاحظة في فترات الصباح، مما يفاقم من ظاهرة التسرب المدرسي، حيث يجد المطرودون من المنظومة التربوية أنفسهم عرضة لكل الآفات الاجتماعية، ومن بين البلديات التي تعاني نقصا كبيرا في النقل المدرسي، بلدية العوينات التابعة لدائرة عين بوسيف بجنوب المدية، وهذا ما أكده رئيس مجلسها البلدي، باعتبار أن البلدية تتوفر على حافلة واحدة استلمتها في إطار الحافلات المسلمة للبلديات للتكفل بالفرق الرياضية وليست للنقل المدرسي. وحسب رئيس البلدية، فإن الحافلة تقوم بنقل 100 تلميذ إلى متوسطة بلدية أولاد أمعرف على رحلتين في الصباح والمساء، وأربع رحلات لنقل 230 تلميذا يزاولون دراستهم بالمتوسط، و30 تلميذا بالثانوي، ببلدية بعين بوسيف مقر الدائرة. نفس الحال يعيشه سكان بني سليمان المتوفرة على حافلتين فقط للنقل المدرسي، وهما غير كافيتين لنقل تلامذة خمس متوسطات، ومؤسستين للثانوي، حيث يبقى تلامذة كل من قرى اسخايرية بجنوب البلدية، وسوق الأربعاء إلى جهة الشرق وأولاد علال إلى شمال البلدية بلا نقل، ما يضطر هؤلاء المتمدرسين إلى اللجوء لطريقة الأوتوستوب، الشيء الذي جعل نسبة الغياب تصل إلى 45 في المائة في فترة الصباح. أما بلدية وامري 32 كلم بغرب المدية، فإن النقل المدرسي منعدم بها تماما حسب أحد الأساتذة، وهو ما أجبر المديرية على توسيع عملية المستفيدين من النظام الداخلي بالثانوية على وجه الخصوص. نفس الحال يعيشه سكان سبت عزيز وتابلاط الذين طالما طالبوا بتوفير وسائل نقل تضمن تنقل أبنائهم لمزاولة الدراسة، خاصة البنات منهم والذين بات غياب هذه الوسائل يتهدد مستقبلهم الدراسي.