شهدت ولاية البليدة خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في مجال السكن، حيث تم إنجاز أكثر من 13 وحدة سكنية في ظرف 10 سنوات وهو ما يعادل 50 بالمائة من الحظيرة السكنية بالولاية، إذا علمنا أن البليدة تتوفر على 26 ألف وحدة سكنية. وفي هذا الحوار مع المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري بلهادي محمد خريج المدرسة المتعددت التقنيات الهندسة المعمارية والتزيين تم التطرق إلى أهم الإنجازات والمشاريع المستقبلية للديوان. البلاد: في البداية هل يمكن أن تشرح لنا المهام الرئيسية لديوان الترقية والتسيير العقاري؟ المدير: يتولى الديوان في إطار تجسيد السياسة الاجتماعية ترقية الخدمة العمومية في ميدان السكن خاصة للفئات الفقيرة والمحرومة من المجتمع، وعلى سبيل التعبئة فهو مكلف فضلا عن ذلك بترقية البناءات والإنابة عن أي متعامل في الإشراف على التحكم في إنجاز المشاريع المسندة إليه، بالإضافة إلى تأدية عمليات الخدمات قصد ترميم الأملاك العقارية وإعادة الاعتبار إليها وصيانتها وكل عملية تتوخى تحقيق مهامها، مع تسيير الأملاك العقارية المسندة له. : فيما تتلخص مهامه في تسيير الأملاك العقارية؟ ٌ: يكلف الديوان في ميدان التسيير العقاري بتأجير المساكن والمحلات ذات الاستعمال المهني والتجاري والحرفي أو التنازل. كما يقوم بتحصيل مبالغ الإيجار وكذا بيع التنازل عن الأملاك العقارية التي يسيرها، والمحافظة على العمارات وملحقاتها قصد الإبقاء عليها باستمرار في حالة صالحة للسكن. كما يتكفل بإعداد جرد للعمارات المكونة للحظيرة العقارية التي يسيرها ومراقبة وضعية النظام القانوني لشاغلي الشقق والمحلات الكائنة بهذه العمارات، مع ضمان تسيير جميع الأملاك التي ألحقت بها أو سوف تلحق بها، حسب شوط خاصة، في إطار قواعد تسيير الممتلكات العقارية. : ما هي مجمل الأملاك العقارية المسيرة من طرف ديوانكم؟ ٌ: يشرف ديوان الترقية والتسيير العقاري بالبليدة على تسيير 18790 سكنا ذا طابع إيجاري، كما قام ببيع 12060 سكنا، بمجموع 30850 سكنا. أما المحلات المؤجرة من قبل الديوان فهي 1451 سكنا. : ما هو مجموع الحظيرة السكنية بالبليدة؟ ٌ: تبلغ الحظيرة السكنية بالبليدة 30850 سكنا منها أكثر من 12 ألف سكن مؤجر وما يقارب 12 ألف سكن تم التنازل عليه، وقد بلغ عدد السكنات المنجزة منذ الاستقلال ولغاية 1999 إلى 26983 سكنا من بينها 14931 سكنا مؤجرا بنسبة 55 بالمائة. أما المتنازل عنها فقد بلغ 12052 بنسبة 45 بالمائة•ئ : كيف تم تطوير الحظيرة السكنية بالبليدة بعد سنة 1999؟ ٌ: لقد بلغ عدد السكنات المسجلة للإنجاز منذ سنة 12900 ,1999 سكن اجتماعي منها 10 آلاف سكن اجتماعي إيجاري و2900 سكن اجتماعي سجل للقضاء على السكنات الهشة سلمت منها 6290 سكنا عبر تراب الولاية و6548 سكنا في طور الانجاز. أما السكنات الاجتماعية التساهمية سلمت 3 آلاف سكن من بين 1118 سكنا مسجلا للإنجاز وقد بلغ عدد السكنات الترقوية 4320 وحدة. وأريد أن أشير إلى شيء مهم، أن أكثر من 50 بالمائة من الحظيرة الإجمالية للسكنات الاجتماعية بالبليدة تم إنجازها بعد سنة 1999 وهو ما يعتبر نصف ما تم بناؤه في الولاية منذ نشأة البليدة. : كم بلغ عدد السكنات الموزعة في إطار البرنامج الخماسي؟ ٌ: شمل البرنامج الخماسي 2005/2009 للسكن الاجتماعي الإيجاري، إنجاز 4000 وحدة سكنية استلمت منها 2100 مع نهاية السنة الماضية، وقد بلغ عدد السكنات الموزعة خلال جانفي المنصرم 260 سكن، كما يوجد برنامج تكميلي خلال 2009 لبناء 2900 وحدة سكنية اجتماعية قصد القضاء على السكنات الهشة. فيما هناك 1750 سكنا مبرمجا للانطلاق خلال الثلاثي الثالث من السنة الجارية.• أما السكنات المبرمجة للاستلام هذه السنة، فقد بلغ عددها 1960 وحدة سكنية. : كيف هي نوعية السكنات التي أنجزتموها من الناحية التقنية؟ ٌ: لقد قمنا بإنجاز سكنات ذات طابع اجتماعي إيجاري وسكنات اجتماعية تساهمية وأخرى ترقوية للقضاء على السكنات الهشة، وتتألف جميع السكنات من ثلاث أو أربع غرف. أما التصاميم فتختلف حسب الأنماط وحسب المناطق السكنية. وبخصوص نوعية البنايات، فقد حرص ديوان الترقية والتسيير العقاري على أن تكون مطابقة للمواصفات التقنية المعمول بها والمضادة للزلازل وذلك حسب توصيات السيد الوزير نور الدين موسى. : ماهي المجهودات المبذولة لتحسين الواجهة العمرانية؟ ٌ فيما يخص برنامج تحسين الواجهة العمرانية والمحيط المعيشي للمواطن، فقد حرص ديوان الترقية والتسيير العقاري على الصيانة الدائمة للممتلكات العقارية وخاصة الأجزاء المشتركة حسب أحكام المرسوم 83666 المؤرخ في 12/11/.1983 كما أنه بادر منذ سنة 2002 حسب التعليمية الوزارية 498 المؤرخة في 31/07/2002 لتحسين وتجميل الإطار المعيشي للمواطن وذلك باختيار الديوان لعشرة أحياء سكنية داخل تراب الولاية• كم هو المبلغ الذي خصص لهذا البرنامج؟ ٌ لقد خصص لهذا البرنامج مبلغ مالي يعادل 95 مليون دينار جزائري استهلك منه 90,35.652.537 دج من أموال الديوان الخاصة، نأخذ على سبيل المثال حي بونعامة الجيلالي الكائن بواسطة مدينة البليدة والذي استفاد وحده أكثر من 11 مليون دج تمثلت في أشغال الطلاء الخارجي والتزفيت• وبالتنسيق مع مديرية البناء والتعمير لولاية البليدة وبمقتضى القرار الوزاري الذي صدر في 04/03/2007 الذي يحدد إيرادات ونفقات حساب التخصيص الخاص تحت رقم 114-302 الذي عنوانه الصندوق الخاص لإعادة الاعتبار للحظيرة العقارية لبلديات الولاية والذي إيراده حاليا يقدر ب ,38,211.472.521 وقد تم تسجيل على إثر هذا الغلاف 37 حيا سكنيا، أي حوالي 5262 سكنا داخل مدينة البليدة لإعادة ترميمها، و25 حيا بما يعادل 3136 مسكنا قد تمت الأشغال بها بتجنيد 50 مقاولا تم خلالها تغيير وجه مدينة البليدة، وقد شملت هذه العملية عدة أشغال منها الطلاء الخارجي للعمارات وتزفيت السطوح وإعادة المصاعد الكهربائية في كل من حي بن بولعيد، حي البرتقال، حي القدس، بالإضافة إلى معالجة وتطهير الفراغات الصحية للعمارات. كما سيشرع قريبا ديوان الترقية والتسيير العقاري في إتمام 12 حيا الباقية التي تقدر بحوالي 2126 مسكنا. وفي نفس الإطار وحسب التعليمة الوزارية كلفت مكاتب الدراسات بالتفويض من ديوان الترقية والتسيير العقاري ومديرية البناء والتعمير لمتابعة الأشغال ميدانيا. ': كيف تعاملتم مع ارتفاع أسعار مواد البناء؟ ٌ: فيما يخص زيادة أسعار مواد البناء في المشاريع السكنية وكيفية تعامل ديوان الترقية والتسيير العقاري مع هذه الظاهرة، قد شرع في إضافة داخل الصفقات بملحقات خاصة لمعادلة مراجعة الأسعار وذلك تطبيقا لتعليمات الوزير، وقمنا بالزيادة الضرورية للمقاولين. كيف يتم تحصيل مداخيل الإيجار على مستوى ديوانكم؟ ٌ: بلغت مؤخرات الإيجار إلى غاية 31 ديسمبر 2008 إلى أكثر من 310 مليون دج، وقد وصلت مداخيل 2008 إلى ما يقارب 297 مليون دج، أي أن نسبة المداخيل وصلت إلى 51.93 بالمائة، وقد تم الاعتماد في عملية التحصيل على عدة وسائل من بينها تجنيد أعوان الديوان بالوكالات، وتنصيب خلايا للمنازعات على مستوى الوحدات المركزية، نشر الاعذارات الإدارية عبر الصحف، وإنشاء فروع جديدة داخل المجمعات السكنية المعزولة قصد تقرب الإدارة من المواطن. كما تم تنفيذ عملية الصيانة والتنظيف بصفة منتظمة، بالإضافة إلى تحسيس المواطن في احترام قواعد الملكية المشتركة. وكان تدعم فرق الديوان بالشباب في إطار سياسة تشغيل الشباب للتقرب من المواطنين قصد تحسيسهم دورا هاما في تحصيل مداخيل الإيجار، حيث كانت خرجاتهم الميدانية المدعمة بفرق نفسانية لها أثر كبير، إذ كانت استجابة كبيرة من قبل المواطنين ما رفع من نسبة تحصيل الإيجار إلى 25 بالمائة. هل حظي الشباب باهتمام الديوان فيما يخص توزيع السكنات والمحلات؟ ٌ بطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرامية إلى الاهتمام بشريحة الشباب، فقد حرص ديوان الترقية والتسيير العقاري بالبليدة على أن يحظى الشباب بحصة سكنية في كل عملية توزيع وذلك طبقا للمادة الثامنة من المرسوم التنفيذي رقم 98-42 المحدد شروط الحصول على السكنات العمومية الإيجارية ذات الطابع الاجتماعي، فإنه يخصص في كل برنامج ثلث المساكن المقرر توزيعها لطالبيها الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة. كما قام الديوان بتوزيع هذه السنة 13 محلا في بوفاريك في إطار المحلات الممنوحة مباشرة إلى الشباب عن طريق المجلس الوطني لمساعدة الشباب والطفولة. كما تم تسليم 16 محلا ببلدية واد العلايق في إطار المحلات المخصصة للشباب موضوع اتفاقية إيجار مع مديرية الشباب والرياضة.