أقدمت أمس، المديرية العامة لمركب ''أرسيلور ميتال'' بعنابة، على رفع دعوى قضائية لدى محكمة الحجار الابتدائية ضد نقابة المؤسسة من أجل وقف الإضراب المفتوح الذي شرع فيه العمال منذ يوم الثلاثاء الماضي.واتهمت الإدارة في عريضة الدعوى المسلمة لنيابة المحكمة ''المجلس النقابي بتحريض العمال على التظاهر وشل الوحدات الإنتاجية بالمؤسسة رغم مساعي المديرية المحلية لاحتواء الوضع عن طريق الحوار والتفاوض المباشر مع ممثلي العمال والتعهد بحماية المكاسب الاجتماعية والمهنية لكافة عمال المصنع''. وفي خطوة للضغط على الشريك الاجتماعي وإثارة الطبقة الشغيلة عليه، لم تتوان إدارة الفرنسي فانسون لوغويك في اتخاذ قرار مفاجئ بعدم صرف رواتب العمال لشهر جانفي الجاري، وفي أول رد فعل له على هذه الخطوة، اعتبر الأمين العام لنقابة المؤسسة إسماعيل قوادرية في حديث ل''البلاد'' أن الإدارة لم تستوعب الدروس بإصرارها على انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام عبر أساليب استفزازية بعيدة عن المعالجة الجدية لأرضية المطالب المطروحة على مستواها''. وأضاف قوادرية ''إذا كانت الإدارة تعتقد أنها ستؤثر على إرادة العمال المحتجين فإننا نقول لها إننا صامدون إلى آخر قطرة دم في عروقنا من أجل قضيتنا المصيرية، كما أن التعاطي مع عمال الحديد والصلب في إضرابهم الحالي لا يمكن التعامل معه كما تعودت المديرية العامة في لوكسمبورغ عن طريق التهديد والترهيب مثلما حصل مؤخرا مع وحدات المجمع في بولونيا ودول أوربا وأمريكا اللاتينية لأننا عمال من حديد''. وفي سياق ذي صلة، أوضح ممثل العمال أن ''مساعي النقابة لدى السلطات العمومية لإنقاذ مركب الحجار بدأت تؤتي ثمارها حيث أبلغنا المدير العام أمس تلقيه ردا إيجابيا من وزارة الصناعة يؤكد فيه استعداد الدولة الجزائرية لدفع 30 بالمئة من الغلاف المالي الخاص بصيانة وإعادة ترميم وحدة المفخمة''. وفي اتصال به، أكد عمار بلقاسمي مدير مجمع سيدار هذه الأنباء مشددا على أن الدولة لن تدخر جهدا في ''مرافقة مخطط الاستثمار الشامل الخاص بالجزائر بما فيه الاستثمار لإعادة تأهيل المفحمة'' متعهدا ب''الدفاع عن مخطط الاستثمار أمام السلطات العمومية''. إلى ذلك كشف عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية في اتصال هاتفي مع ''البلاد'' مساء أمس أن ''وفدا عن الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين سيبحث غدا هذا الملف في اجتماع مع مسؤولين في وزارة الصناعة وترقية الاستثمارات''، مشيرا إلى أنه في اتصال مباشر ودائم مع ممثلي العمال بمركب الحجار لإيجاد حلول لمطالبهم المشروعة. وتابع سيدي السعيد أن ''تضافر إرادة الجميع حكومة ونقابات وعمال من أجل إيجاد حلول للمشاكل المرتبطة بعلاقات العمل، من شأنه تعزيز السلم الاجتماعي''.