نقلت صحيفة ''ديلي تلغراف'' البريطانية، عن المستشار السابق للبيت الأبيض في مكافحة الإرهاب ريتشارد كلارك، تحذيره من أن الولاياتالمتحدة قد تتعرض لهجوم إلكتروني قد يدمرها في غضون 15 دقيقة، لأنها لم تستعد بعد لمثل هذا الهجوم خلافا لدول أخرى مثل الصين وروسيا وحتى كوريا الشمالية. وحسب سيناريو كتبه كلارك وروبرت نيك، في كتاب ''الحرب الإلكترونية.. التهديد الأمني القومي المقبل''، فإن خدمة الأنترنت حينما تتعرض للتشويش يمكن أن تؤدي إلى احتمالات كارثية، مثل اندلاع النيران وانفجارات في مركبات البترول في فيلادلفيا وهيوستن، وتعطل المصانع الكيمياوية وانتشار غيوم من غاز الكلور القاتل في الجو، بالإضافة إلى خطر حدوث عمليات اصطدام للطائرات في الجو، وتحطم قطارات الأنفاق في نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس. ويتوقع السيناريو نفسه أن يعم الظلام في أكثر من 150 مدينة أمريكية، ويموت عشرات الآلاف من الأمريكيين في هجوم لا يختلف عن الهجوم النووي. وكل ذلك يمكن أن يحصل خلال 15 دقيقة فقط وعلى يد ''إرهابي'' واحد فقط. ونقلت صحيفة ''ديلي تلغراف'' عن الكتاب أن ''أكبر سر للحرب الإلكترونية أنه في الوقت الذي تستعد فيه لشن هجوم إلكتروني، فإن الولاياتالمتحدة تستمر في سياساتها التي تجعل من الصعوبة بمكان الوقوف في وجه أي هجوم، لأنها أدخلت الأنترنت في جميع مجالات الصناعة إلى درجة بلغت حد الخطورة في الاعتماد عليه''. ويعتقد كل من كلارك ونيك أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة بما فيها إدارة الرئيس باراك أوباما أخفقت في إدراك حجم المشكلة، فالجيش حتى الآن لم يدشن مركز القيادة الإلكترونية وسط خلافات بشأن دور الأجهزة التي قد ستعمل فيه. وبينما اخترعت الولاياتالمتحدة الأنترنت، هناك ما لا يقل عن ثلاثين دولة أنشأت قدرات الحرب الإلكترونية الهجومية التي تهدف إلى زرع مختلف أنواع الفيروسات في شبكات المنشآت الأساسية مثل الجيش والأنظمة المالية للدول الأخرى. ويجزم مؤلفا الكتاب باندلاع حرب إلكترونية في مرحلة أولى ما بين دولتين على الأقل، مما قد يمهد الطريق أمام حرب بالرصاص والقنابل. وحسب تعبير الصحيفة فإن الولاياتالمتحدة أكثر هشاشة من روسيا والصين وحتى كوريا الشمالية، إذا ما تعرضت لحرب إلكترونية لأن تلك الدول لم تركز على دفاعاتها الإلكترونية فحسب، بل كانت أقل اعتمادا على الأنترنت. وقال روبرت نيك الذي يشغل منصبا رفيعا في مجلس العلاقات الخارجية للصحيفة ''يجب أن نملك القدرة على مواصلة العمل رغم انقطاع جميع اتصالاتنا بالأنترنت''. وخلافا للولايات المتحدة، تمكنت كوريا الشمالية وهي بلد فقير من اختراق شبكات الإنترنت الأمريكية لوزارة الداخلية والمالية والعديد من الدوائر الحكومية عام .2009 ويرى بعض الخبراء أن الجزائر ليست بمنأى عن هذه الأخطار خاصة بعد دخول مشروع ''الجزائر الإلكترونية ''2012 الخدمة، حيث ستربط مختلف المصالح الحيوية والإستراتيجية للبلاد بالأنترنت، مما يجعل البلد عرضة للهجمات الإلكترونية الشاملة سواء من الدول أو المنظمات وحتى الأفراد، الأمر الذي يفرض إنشاء أنظمة حماية متطورة لدفع هذه الهجمات أو على الأقل إيجاد أنظمة تحكم بديلة في المؤسسات والمنشآت. يذكر أن الجزائر قد احتضنت عدة مؤتمرات وندوات حول الجريمة الإلكترونية آخرها كان بحر الأسبوع الماضي، غير أن بعض المراقبين يرون أنها اقتصرت على البحث في الجانب القانوني والتشريعي لهذه الجرائم وضرورة تطوير الأنظمة القانونية للتجاوب معها، دون التطرق إلى آليات الوقاية وعلى رأسها هيئة وطنية مكلفة بمتابعة وتحليل الأخطار المحتملة الواردة من الشبكة العنكبوتية. الهجمة قد تفوق قدرتها التدميرية القنبلة الذرية