قضت أول أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء المسيلة، بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حق المتهم (ز.ع) الذي وجهت إليه جناية القتل العمدي التي راح ضحيتها صديقه المدعو (ق.ع) بعد أن طلب ممثل الحق العام بإدانته بالمؤبد. تفاصيل القضية تعود إلى شهر أكتوبر من العام الفارط، عندما تلقت مصالح أمن المسيلة معلومات من مصلحة الاستعجالات بمستشفى الزهراوي بعاصمة الولاية، تتعلق باستقبالها شخصا مصابا بجروح بواسطة سلاح أبيض، المدعو (ق.ع ) الذي يبلغ من العمر 21 سنة. قبل أن يتبين بعد إجراء عملية التشريح أن وفاة هذا الأخير ناتجة عن إصابة تلقاها على مستوى القلب، الأمر الذي حرك الجهات الأمنية لفتح تحقيق في القضية، بالتزامن مع تنقل أفرادها إلى مكان الواقعة، حيث عثروا على قميص الضحية به ثقب على الجهة اليسرى، قبل أن يتم استدعاء الأشخاص الذين كانوا حاضرين وسماع أقوالهم، حيث صرح المدعو (ن.ح) بأنه توجه في حدود الساعة الثالثة زوالا إلى مكان خالٍ يقع بين ملحقة التكوين المهني وعمارات 80 مسكنا، وبالضبط خلف السور المحاذي لوادي القصب، فوجد الضحية رفقة المدعو (ب.ذ) يتناولان الخمر، ليجلس معهما ويتناول كمية من الكحول، ثم التحق بهم المدعو (غ.م). وبعد ساعة حضر المتهم (ز.ع) فجلس معهم وقام بحشو سيجارة بالمخدرات، وعندها نهض الضحية من مكانه وأخرج المتهم سكينا من حزامه وطعن صديقه الضحية (ق.ع) على مستوى الصدر ولاذ بالفرار، ليتم نقل الضحية إلى مستشفى الزهراوي بمدينة المسيلة على متن سيارة (ب.ع). وهي التصريحات التي أدلى بها جميع الشهود، عكس المتهم (ز.ع) الذي أكد أنه توجه في يوم الواقعة إلى المكان المسمى بوادي القصب، وبالضبط في حوالي الساعة الرابعة زوالا من أجل شراء المشروبات الكحولية، قبل أن يشاهد الضحية رفقة كل من (ح)، (غ)، (م)، و(ب) وحينها ناداه الضحية وعرض عليه بيعه كمية من المشروبات الكحولية، وهو الطلب الذي رفضه فشتمه الضحية، وهو السلوك الذي لم يتقبله فقام بشتم الضحية، هذا الأخير حمل جزءا من لبنة ورماه بها فالتقط من جهته فرشاة مثبتا به قضيب حديدي تستعمل في الدهن والطلاء وضرب الضحية على البطن، ثم رمى القضيب أرضا وغادر المكان، قبل أن يلقى عليه القبض أثناء تنقله إلى منطقة النشاطات بالمسيلة من أجل تناول المشروبات الكحولية. وعثرت مصالح الأمن بحوزته على سكين ذي مقبض على بعد حوالي عشرة أمتار من المتهم. وهي التصريحات التي ركز عليها ممثل الحق العام الذي طلب من هيئة المحكمة تسليط عقوبة المؤبد في حق المتهم، لكن القاضي وبعد المداولات عاد لينطق بحكم 20 سنة سجنا في حق المتهم.