ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المتواصلة والمتزايدة الحدّة منذ الاثنين الماضي في طرابلس شمالي لبنان إلى خمسة قتلى ونحو 50 جريحا بينهم ضابط في الجيش اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني لم تسمه قوله إن "اشتباكات عنيفة" تجددت البارحة بين منطقتيْ باب التبانة "ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية" وجبل محسن "ذات الغالبية العلوية المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد"، وتواصلت بشكل عنيف حتى الفجر، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون. وأضاف أن الاشتباكات أدت إلى "مقتل شخص من باب التبانة" وإصابة 12 شخصا بجروح "بينهم ضابط وجندي في الجيش"، مما يرفع حصيلة الضحايا منذ الاثنين إلى خمسة قتلى و47 جريحا. وأوضح المصدر أن اشتباكات الليلة الماضية "كانت الأعنف لجهة كثافة النيران وأنواع الأسلحة المستخدمة التي شملت مدافع هاون ورشاشات ثقيلة"، وأن الطلقات النارية شملت أحياء في داخل طرابلس، كبرى مدن شمالي لبنان، وأدت إلى نزوح العديد من السكان من منازلهم، كما بقيت المدارس والجامعات مقفلة منذ الثلاثاء الماضي. واستخدمت في معارك البارحة القنابل المضيئة والرشاشات الثقيلة، واندلعت حرائق عدة في بعض المنازل والمحال التجارية عملت عناصر الدفاع المدني "الحماية المدنية" وسرية إطفاء طرابلس على إخمادها. وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن أعمال القنص ما زالت متواصلة اليوم، ويعمل الجيش اللبناني على الرد على مصادرها، كما سيّر دوريات في شوارع المدينة. من ناحية أخرى، تعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي باتخاذ إجراءات أمنية جدية لوقف الاشتباكات في طرابلس. وقال ميقاتي -بعد اجتماع أمني ترأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان- إنه تم بحث الوضع في طرابلس، وهناك إجراءات أمنية جدية ستتخذ لمعالجة الموضوع. وكان نواب المدينة وفاعلون سياسيون فيها طلبوا من المسؤولين التدخل لوقف نزيف الدم في مدينتهم. ويشار إلى أن طرابلس شهدت جولات عدة من الصراع بين جبل محسن وباب التبانة منذ بدء النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، وقد أوقعت قتلى وجرحى كثيرين.