مقال نشر بصحيفة "الأخبار" الرسمية عن وزير الدفاع المصري يفجر جدلا حملات تفتيش عن أجهزة تجسس في قصور الرئاسة ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية أعربت حملة "كمل جميلك" الداعمة لترشح وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي للرئاسة، عن استيائها من مقال نشر بصحيفة "الأخبار"، رسمية، مؤخرا، وتضمن أبيات شعر تصف السيسي بأنه "الواحد القهار"، معتبرة أنها "مبالغ فيها وتضر بالسيسي". وأثار المقال الذي نشره الكاتب الصحفي أكرم السعدني بعنوان "السيسي والمتفلسفون" موجة انتقادات حادة من جانب نشطاء سياسيين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على قوله في نهاية مقاله "البعض يصر بل وينصح الرجل الوحيد القادر على قيادة سفينة الوطن بأن يبتعد عن عجلة القيادة، بحجة أن هذا الأمر سوف يثبت أن ما حدث انقلاب (يقصد بعزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 جويلية الماضي)، أقول لهؤلاء.. احتفظوا بآرائكم لأنفسكم وابتعدوا عن الصورة، أما أنت يا سيدي الفريق أول عبد الفتاح السيسي فاسمح لي أن أعيد علي أسماعك ما قاله أحد الشعراء: ما شئت أنت لا ما شاءت الأقدار، فاحكم فأنت الواحد القهار.. فكأنما أنت النبي محمد، وكأنما أنصارك الأنصار". وترجع الأبيات التي استشهد بها السعدني في مقاله للشاعر محمد بن هانىء الأندلسي، الذي مدح الخليفة المعز لدين الله الفاطمي بهذه الأبيات، حتى صنفه بعض العلماء في عصره ب"تجاوز الحد، حتى الوقوع في الكفر". وقال رفاعي نصر الله، وهو مؤسس حملة "كمل جميلك" التي قالت إنها جمعت 10 ملايين توقيع مؤيد للسيسي "نرفض ما جاء في هذا المقال، وبالعكس نراه يضر بالفريق السيسي، ولا نقبل بأن يتم تأليهه أو تشبيهه بالنبي محمد"، مضيفا في تصريحات لوكالة "أنباء الأناضول" التركية "نحن نؤيد ترشح الفريق السيسي رئيسا، لأننا نؤمن أنه الوحيد القادر على قيادة البلاد في هذه الفترة الحرجة، لكننا في نفس الوقت نؤكد أنه عندما يصل الحكم سيتم التعامل معه وفق القانون، فإذا أخطأ يحاسب وفق القانون، وبالتالي لا نقبل أن يتم تأليهه أو تشبيهه بالنبي محمد، فهذه مبالغة غير مقبولة". وفي 26 جولية الماضي، أثيرت انتقادات واسعة بسبب مقال للكاتبة الصحفية غادة الشريف في جريدة "المصري اليوم" الخاصة طالبت فيه بالزواج من السيسي، قائلة "لو عايز يقفِل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. أنا جاهزة.. ولو عايزني ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله!". وروجت الكاتبة الصحفية في مقالها لترشيح السيسي رئيسا، من خلال استخدام عبارات اعتبرها النشطاء السياسييون "خادشة للحياء"، حتى أن أحد الكتاب الصحفيين بذات الجريدة قام بالرد عليها في مقال آخر. من ناحية أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن أجهزة أمنية سيادية مصرية بدأت تحقيقات مكثفة، متبوعة بحملات تفتيش، في عدد من المقرات المهمة بالدولة، على رأسها رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، إلى جانب عدد من المنشآت الحيوية المهمة، من أجل الكشف عن أي معدات أو أجهزة للتجسس، في تلك المناطق. ويأتي ذلك، وفق تقرير لصحيفة "اليوم السابع"، بعدما وردت معلومات خلال الفترة الماضية عن وجود أجهزة تتبع داخل القصور الرئاسية، تعمل لصالح المخابرات الأمريكية، تم استيرادها وتركيبها في عهد جماعة الإخوان. وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية السيادية بدأت تكثيف جهودها لإعادة تأمين منظومة الاتصالات، والشبكات الموجودة داخل الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية، خوفا من أي محاولات دولية للتجسس على دوائر صناعة القرار في مصر، واستخدام تلك التسجيلات لصالح جماعة الإخوان المحظور نشاطها قانونا، واستغلال ذلك في تعميق حالة الخلاف والشقاق داخل المجتمع المصري، ودعم مناخ الفوضى، الذي يبحث عدد كبير من الدول عن إقراره ودعمه في مصر.