تواصل، أمس، إضراب عمال مركب ''أرسيلور ميتال''، في يومه الثاني الذي عرف التحاق وحدات أخرى على مستوى فضاءات الشحن والنقل والتوزيع والبيع بعدة ولايات بنداء الإضراب العام الذي دعت إليه نقابة المؤسسة، رغم صدور حكم قضائي من القسم الاستعجالي لمحكمة الحجار، أوّل أمس، يقضي بعدم شرعيته ويأمر بوقفه''فورا. وقد نظمت نقابة المؤسسة، على الساعة العاشرة من صبيحة أمس، جمعية عامة عمالية حضرها قرابة 5 آلاف عامل، استعرض خلالها إسماعيل قوادرية أهم محطات النزاع مع المديرية العامة للمركب حول اتفاقية الفروع التي تتمحورحول زيادات في الأجور بين 13 و20 بالمائة وامتيازات للعمال مرافقة لإجراءات الإحالة على التقاعد، منددا بقرار العدالة الذي جاء حسبه ''مخيبا لآمال العمال''. وقد صوت المشاركون في الجمعية العامة بالإجماع على قرار مواصلة الحركة الاحتجاجية إلى غاية الاستجابة لأرضية المطالب المرفوعة من طرف النقابة. وحسب الأمين العام لنقابة مركب الحجار، فإن استجابة أكثر من 90 بالمائة من الكتلة العمالية العاملة للإضراب، كان سببه التفاف العمال حول المصير المستقبلي الغامض الذي أصبح يواجهه المركب جراء تخلي الفعاليات الحكومية، وعلى رأسها مجمع سيدار للحديد والصلب، عن دوره في حماية مكاسب العمال المهنية والاجتماعية من المساس الدوري من طرف مسؤولي مركب ''أرسيلور ميتال'' عنابة، إضافة إلى غياب الجرأة التسييرية من طرف مسؤولي مجمع ''سيدار'' الحائز على نسبة 30 بالمائة من أصول الشركة مع الشريك الهندي، في طرح المشاكل الجوهرية التي أصبح يعاني منها المركب على السلطات العليا في البلد، التي أصبحت تشكل حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف الاستثمارية التي رسمها اتفاق الشراكة الموقّع بين الطرف الحكومي والشريك الهندي أرسيلور ميتال، واصفا حصيلة اتفاق الشراكة بالسلبية، ناهيك عن تعنت الإدارة الفرنسية ورفضها الاعتراف بالقوانين الجزائرية كتنكرها لقرارات الثلاثية الأخيرة دون تقديم مبررات مقنعة. مجمع ''سيدار'' يدخل على خط الوساطة كما التقى أمس الأمين العام للنقابة، إسماعيل قوادرية، المدير العام لمجمع سيدار الذي يحوز 30 بالمائة من أسهم المركب لدفعه للتحرك والدخول في مفاوضات جادة مع الشريك الهندي، من أجل التوصل إلى إيجاد حلول جادة لإنهاء نزاع النقابة مع مسؤولي المركب. وهو الأمر الذي بادر به المدير العام، عمار بلقاسمي، في ساعة متأخرة من مساء أمس، حيث اجتمع رفقة وفد من المجمع مع المدير العام ل ''أرسيلور ميتال''، فانسون لوغويك، بقاعة الاجتماعات بفندق الصلب بهدف البحث عن حلول لإنهاء الإضراب في أسرع وقت، الذي سيتوّج اليوم بعقد اجتماع طارئ لمجلس إدارة مركب الحجار، سيتم من خلاله وضع النقاط على الحروف ومعالجة الأسباب التي دفعت عمال مركب الحجار للاحتجاج، التي يراها المدير العام لمجمع ''سيدار'' يصب مجملها في تطبيق اتفاقية الفروع الخاصة بالقطاع، إضافة إلى دراسة ملف الاستثمارات الكبرى داخل المركب، والبحث عن حلول عاجلة لرفع الإنتاج، لاسيما أن المحقق حاليا بعيد عن الأهداف المسطرة خلال التوقيع على عقد الشراكة سنة .2001 وأوضح أمس إسماعيل قوادرية في تصريح ل''لبلاد'' أن اجتماعه مع مدير مجمع ''سيدار'' كان إيجابيا، حيث شدد ممثل الحكومة في المركب أن ''اهتمامات مجمع سيدار تنصب حاليا على إلزام الشريك الهندي على التقيّد ببنود عقد الشراكة، خاصة فيما يتعلق بنقطتي الرفع في الإنتاج إلى حدود 1 مليون و200 ألف طن سنويا، وضخ أموال الاستثمار في الوحدات الحساسة كالفرن العالي ووحدات الدرفلة على البارد والساخن. دون إغفال الجانب الاجتماعي الذي يعد بمثابة النقطة الجوهرية المشتركة بين مسؤولي مجمع ''سيدار'' ونقابة المركب''. الإدارة تتمسك بمواقفها وتحذّر المضربين من جهتها تمسكت المديرية العامة بمواقفها من هذه الحركة الاحتجاجية، حيث أصدرت بيانا أكدت فيه أنه ''بالأمس، محكمة الحجار أصدرت حكما قضائيا يأمر بتوقيف الإضراب. النص الكامل لهذا الحكم سنوزعه على جميع الوحدات والورشات عن طريق الملصقاتَ. قرار العدالة لا بد أن يحترم من طرف الجميع في بلد القانون. ''هذا يعني أن كل من لا يعود إلى العمل يعني اعتراضه على قرار القضاء مع تحمله جميع الانعكاسات القانونية الناتجة عن مثل هدا الموقف.