جزم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، من منتدى كرانس مونتانا الذي يشارك فيه ممثلا للرئيس بوتفليقة، بعدم وجود مستقبل للاتحاد من أجل المتوسط الذي تبناه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مؤكدا أن هذا الاتحاد بصيغته الحالية المستنسخة عن تجربة مسار برشلونة لن يكون له أي مستقبل في تطوير آليات العمل والتواصل بين دول ضفتي البحر المتوسط. وعرج بلخادم في هذا الشأن على الدور الأوروبي من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن القضية عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا عن الوصول إلى حل جذري وشامل لمشكل الصراع العربي الإسرائيلي، واتهم أوروبا بتبني موقف المتفرج من القضية التي شهدت تطورات خطيرة طبعها تنامي ظاهرة الاعتداء على الأراضي الفلسطينية ببناء الجدر والمستوطنات والحواجز الأمنية، وهي عوامل كلها وضعت الشعب الفلسطيني في حالة مأساوية. وبخصوص الموقف من مدينة القدسالمحتلة، جدد بلخادم التأكيد على أنها تعد جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مبديا الموقف الجزائري الرافض للحديث عما يسمى بمشروع '' أورشليم مدينة مفتوحة'' المتبنى من قبل الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتعبيرا عن هذا الموقف وانسجاما مع احتضان ميلاد دولة فلسطين على أرض الجزائر، قال بلخادم ''الفلسطينييون لهم الحق الكامل بالتمسك في اختيار عاصمتهم''. وانتقد المتحدث موقف الدول الغربية المتحدث عن السلام بعد تسع عشرة سنة كاملة على عقد لقاء مدريد الذي لم تلتزم أوروبا حتى بضمانات تنفيذه. وحاول بلخادم الضغط على ممثلي الحكومات المشاركة في كرانس مونتانا بسبب موقفها الداعم للكيان الصهيوني وسلبية الغرب من جرائم هذا الكيان، الأمر الذي جعل مسار السلام يصل إلى طريق مسدود، على حد وصف بلخادم، الذي عاد ليحمل الكيان الصهيوني مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالتأكيد أن ''إسرائيل لا زالت ترفض كافة الاقتراحات الرامية إلى تسوية عادلة ومنصفة للقضية الفلسطينية''، مرجعا الفشل إلى تعنت سياسة الأمر الواقع الإسرائيلية، مؤكدا أن هذه السياسة العدوانية للكيان الصهيوني ''لا تبعث على الاطمئنان''، خاصة في ظل في مواصلة ''الاستعمار ونهب أراضي الفلسطينيين وطردهم وتغيير طابع المواقع التاريخية والدينية، خاصة في الجهة الشرقية للقدس''.