الحكومة الليبية تدعو إلى التهدئة بعد مواجهات بين الجيش و"أنصار الشريعة" علي زيدان يصل إلى بنغازي ويؤكد أنه لا مجال للمسلحين في ليبيا دعا المجلس المحلي لمدينة بنغازي الليبية إلى العصيان المدني على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال المجلس في بيان تلاه رئيسه محمود بورزيزة، ليلة أول أمس "إن المجلس المحلي في بنغازي يدعو إلى العصيان المدني في المدينة بدءاً من صباح الثلاثاء"، مضيفا "نعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا أحداث بنغازي ونطلب من أعضاء المؤتمر الوطني العام الممثلين لبنغازي العودة إلى بنغازي فوراً". وكانت الحكومة الليبية قد طالبت أهالي بنغازي بالتزام الهدوء حتى ضبط الوضع الأمني، مؤكدة أن ما حدث في المدينة من اشتباكات يعكس ضرورة إخراج المجموعات المسلحة منها وتسليم دفة الأمن للحكومة. وأعلن الجيش الليبي النفير العام في بنغازي لمواجهة جماعة "أنصار الشريعة" بعد اشتباكات أوقعت 14 قتيلاً الأقل وأكثر من 50 جريحاً. وفي بيان، طلبت الحكومة من كافة أهالي بنغازي ضرورة التزام الهدوء "حتى تتمكن السلطات الأمنية من ضبط الموقف الأمني من خلال الغرفة الأمنية والقوات الخاصة وقوات الأمن والتعاون الكامل معها". وهذه المواجهات هي الأولى من نوعها بين جماعة إسلامية والجيش. وتستمر مساع التهدئة التي يجريها عدد من مشايخ واعيان وحكماء مدينة بنغازي لاستمرار توقف إطلاق النار بين الطرفين. وتواجه الحكومة الليبية الانتقالية صعوبات في إنشاء قوات جيش وشرطة وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا النظام السابق لفرض الأمن. لكن السلطة المركزية لم تعد تسيطر على هذه المجموعات التي تفرض القانون في البلاد. وتأتي أعمال العنف في بنغازي فيما اتخذت السلطات الليبية خطوات لإخراج الجماعات المسلحة من طرابلس بسبب الاستياء الشعبي في العاصمة. من ناحية أخرى، وصل رئيس الوزراء الليبي علي زيدان على رأس فريق ضمّ عددا من الوزراء ورئيس الأركان العامة، إلى بنغازي، لبحث تطورات الوضع الأمني المتدهور بالمدينة، وأعلن زيدان من بنغازي أنه لا مجال للتشكيلات المسلحة في كامل ليبيا، مؤكدا أن الجيش والشرطة دعامة الدولة الشرعية والقانونية. وأوضح زيدان أن الشعب قال كلمته ومنح ثقته للجيش والشرطة وعليهما أن يكونا في مستوى هذه الثقة. وأعلن المجلس المحلي ببنغازي الحداد ثلاثة أيام على ضحايا الاشتباكات، والعصيان المدني حتى تجد الحكومة والمؤتمر الوطني العام الحلول الجذرية للوضع الأمني المتدهور. كما طالب محلي بنغازي أعضاء المؤتمر الوطني عن بنغازي بالعودة إلى بنغازي لبحث تطورات الوضع الراهن. وخرج العشرات من المتظاهرين في ميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس تضامنا مع مدينة بنغازي، ورفضا للتشكيلات المسلحة في المدن الليبية كافة. كما تظاهر شباب في مدينة مصراتة رافعين شعارات تضامن مع بنغازي التي قالوا "إنها في القلب، وإن الشعب الليبي واحد وموحد".