شرع الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في التحضير للقاء على مستوى قيادات تكتل الجزائر الخضراء، وذلك بداية من الأسبوع القادم، على أن يكون جدول الأعمال موضوع الرئاسيات، في محاولة لاتخاذ موقف موحد لرؤساء التكتل "الجدد". وأكدت مصادر من داخل تكتل الجزائر الخضراء، أن الموقف الأولي من ملف الرئاسيات، على بعد شهر واحد من استدعاء الهيئة الناخبة، وهو مقاطعة هذا الاستحقاق، في حال لم تبادر السلطة إلى اتخاذ إجراءات تبرز "حسن نيتها" فيما يتعلق بتنظيم انتخابات نزيهة، كما ترى الأحزاب أن هناك متسعا من الوقت إذا توفرت إرادة سياسية لتوفير أجواء نزاهة وشفافية الانتخابات الرئاسية، والاستجابة للمطالب التي يصفها قادة التكتل ب«الموضوعية والشرعية" للمعارضة بصفة عامة، وتعتبر قيادة التكتل الأخضر أن استجابة السلطة لمطلب المعارضة "حاسم" لتحديد الموقف من المشاركة. وحددت الأحزاب المعارضة، وعلى رأسها تكتل الجزائر الخضراء مجموعة من الشروط لخوض غمار الاستحقاقات القادمة، وأبرزها الدعوة إلى إرجاء تعديل الدستور الذي يعتزم الرئيس بوتفليقة الإعلان عنه قبل نهاية السنة الجارية، وإنشاء هيئة مستقلة تتكفل بالإشراف على تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أن هذه المطالب خاصة الأخير منها، أعلنت السلطة على لسان وزير الداخلية، الطيب بلعيز، رفضها التخلي عن تنظيم الانتخابات، ما يعني أن أبرز مطلب للمعارضة رفضته السلطة بصريح العبارة وهو ما يدفعها للتوجه إلى خيار مقاطعة الرئاسيات. فيما يرى بعض المراقبين السياسيين أن محاولة تكتل الجزائر الخضراء الخروج بموقف مشترك من الرئاسيات قبل أقل من شهر على استدعاء الهيئة الناخبة، مرده بعض الاختلافات التي بدأت تظهر هنا وهناك داخل مجموعة "19"، خاصة أن البعض يتحدث حول طرح اسم مرشح معين، وهو الأمر الذي يرفضه التكتل "حمس، النهضة، والإصلاح" قبل الاتفاق على أرضية عمل مشتركة يتفق عليها الجميع، على شاكلة مبادرة "الإصلاح السياسي" التي بادرت حركة مجتمع السلم بعرضها على الطبقة السياسية. ويعد هذا الاجتماع الأول، بعد تغير كامل لقادة التكتل، بدءا برحيل أبو جرة سلطاني، ثم حملاوي عكوشي، وأخيرا فاتح ربيعي، ليفتح الطريق أمام قيادات جديدة اختارت نهج المعارضة، بعد تيار المشاركة الذي كان طاغيا على مستوى هذه الأحزاب، كما يمكن قراءة هذا الاجتماع في إطار محو الصورة النمطية المرسومة عن الأحزاب الإسلامية كونها مشتتة، خاصة وأن أغلبها لم يسلم من التآكل الداخلي لعدة أسباب، منها الاختلاف في الرؤية السياسية، وتحديد المراحل العملية ميدانيا، وكيفية التعامل مع الواقع، غير أن أحزاب التكتل تبدو قد نجحت "ظاهريا" في توحيد مواقفها.