وجه وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، منذ أيام، تعليمة إلى مدراء الصحة تقضي بمنع الفتح العشوائي للصيدليات الجاري في مختلف ولايات الون، حيث تلزم التعليمة اتباع إجراءات جديدة في فتح الصيدليات وذلك بالمرور على لجان محلية. فيما تتولى لجنة ثلاثية الإشراف والموافقة على منح تراخيص الفتح الجديدة بدلا عن مديريات الصحة. وأكد الناطق الرسمي لنقابة الصيادلة، صلاح الدين منعة، في تصريح هاتفي ل«البلاد"، أن التعليمة التي وقعها وزير الصحة عبد المالك بوضياف في 10 فيفري الجاري، جاءت بعد اطلاعه المُسبق على تقرير مفصل يتضمن كامل انشغالات محترفي مهنة الصيدلة، حيث أمر المسؤول الأول عن القطاع مصالحه بتحضير تعليمة توجّه بشكل مستعجل وتهدف لتنظيم قطاع الصيدلة الذي يشهد فوضى كبيرة بفعل الفتح العشوائي الذي مارسته مديريات الصحة طيلة السنوات الأخيرة ضاربة عرض الحائط كل المقاييس المتعارف عليها دوليا، الأمر الذي تسبب حسبه في انعكاسات سلبية أنتجت تضخما رهيبا في جل المناطق وتراجعا رهيبا لهوامش الربح، حيث إن التعليمة التي وجهت إلى كامل مديريات الصحة في الوطن تضمنت قرارات مهمة تحظر منح أي تراخيص لفتح صيدليات جديدة، وذلك بتعليق جميع عمليات فتح الصيدليات إلى غاية تشكيل لجنة ثلاثية مشتركة ما بين ممثلين عن نقابة الصيادلة ومجلس أخلاقيات المهنة ومنتدبين عن المديريات صاحبة الاختصاص الإقليمي، باعتبار أن الهيئة الجديدة هي المخولة مستقبلا للبت في تراخيص الفتح من عدمه، بعد دراسة الملفات ومراعاة مدى احترام المعايير القانونية وأكد صلاح الدين منعة أن تعليمة المسؤول الأول عن القطاع ستسمح بوضع حد للضغوطات التي يتعرض لها مدراء الصحة من أجل منح تراخيص لفتح صيدليات، حيث إن هذا القرار سيجعل منح التراخيص يمر على مرحلتين، الأولى عبر اللجنة المشتركة المحلية، التي تتخذ قرارا مؤقتا في انتظار التأشير من قبل لجنة وطنية تضم ممثلين عن وزارة الصحة والنقابة الوطنية للصيادلة وهي المخولة بإعطاء الموافقة على التراخيص ، بدلا من مدراء الصحة. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن نقابته رفعت دعوى قضائية ضد مديرية التجارة بولاية قسنطينة بعد تجميد 44 صيدلية بسبب تسويق دواء مرخص من الوزارة، حيث قامت مدرية التجارة بسحب هذه الأدوية على أساس أنها مضرة وغير مطابقة للمقاييس، في وقت رخصت الوزارة باستيراد هذا الدواء ولم تصدر بشأنه تعليمة لمصادرته. والمثير للانتباه أن الدواء لا يزال يسوّق على مستوى عدد من الصيدليات.