قاطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غاضبا نقيب المحامين الأتراك متين فايز أوغلو، واتهمه بالوقاحة وقلة الأدب لانتقاده الحكومة ثم خرج مسرعا من القاعة. وأثار فايز أوغلو في خطاب خلال الاحتفال بتأسيس المحكمة الإدارية العليا التركية قضايا الحملات ضد حرية التعبير وقمع المظاهرات المناهضة للحكومة، وطالب بتحقيق أكثر استقلالية في طريقة تعامل السلطات مع آثار الزلزال الذي ضرب محافظة فان الجنوبية الشرقية عام 2011، وأودى بحياة أكثر من 600 شخص. وهب أردوغان صائحا وهو يلوح في وجه فايز أوغلو "أنت تسيء التصرف، هذا يكفي. إنك تلقي خطابا سياسيا"، كما اتهمه بالكذب وتجاوز الوقت المحدد لكلمته. وظل فايز أوغلو واقفا على المنصة ورفض التوقف عن الكلام، وقال إنه ألقى "خطابا بناء ودستوريا ولا ينطوي على أي إهانة". وعبر أردوغان عن غضبه لأن فايز أوغلو خالف البروتكول بحديثه لمدة ساعة. وحاول الرئيس التركي عبد الله غل، الذي كان يجلس إلى جوار أردوغان، تهدئته في البداية ولكن مع إصرار رئيس الوزراء انصرف معه من القاعة. ولطالما وجه فايز أوغلو انتقادات للحكومة، واحتل العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام مؤخرا لأنه انتقد قرارا حكوميا بحظر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قبل الانتخابات المحلية في مارس الماضي. ولا يزال موقع يوتيوب محجوبا في تركيا. وقال أردوغان عن فايز أوغلو خلال اجتماع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تصريحات بثتها شبكة سي إن إن التركية إنه إذا كان مغرما بالسياسة فعليه أن يخلع عباءة المحاماة وينزل إلى ميدان السياسة ويثبت جدارته. وكانت هذه نوبة غضب غير معتادة من أردوغان. وفي الشهر الماضي ندد رئيس المحكمة الدستورية هاشم قليج بما وصفها الانتقادات السياسية المفرطة لمحكمته في خطاب حضره أردوغان الذي ظل صامتا تماما خلال المراسم، لكنه قال في وقت لاحق إنه شعر بالحزن من كلمات رئيس المحكمة. وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في مدينة دافوس السويسرية عام 2009 غادر أردوغان القاعة بعد خلاف مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.