قال أطباء إن عدد قتلى القتال العنيف بين الجيش الليبي ومتطرفين في مدينة بنغازي في شرق البلاد ارتفع إلى 48 شخصا، بينهم خمسة جنود. وأضاف الأطباء أن حوالي 30 شخصا أصيبوا في الاشتباكات التي بدأت عند الفجر ولا تزال مستمرة في أجزاء من المدينة الساحلية. وقال سكان إن متطرفين من جماعة "أنصار الشريعة" هاجموا معسكراً للجيش، مما أدى إلى اندلاع قتال في عدة أجزاء بالمدينة الساحلية. وقال العقيد طيار سعد الورفلي، آمر قاعدة بنينا الجوية، إن "اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط مدينة بنغازي". وأوضح الورفلي أن "قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا راف الله السحاتي، إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا هاجموا في الساعات الأولى من صباح الاثنين مقر الكتيبة 21 وحاصروا بداخله الجنود وقصفوهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما خلف عددا من القتلى والجرحى". ومن جهتها قالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث، فاديا البرغثي، إن "المستشفى تلقى في الساعات الأولى من صباح اليوم ستة قتلى عسكريين وأكثر من عشرة جرحى" كحصيلة أولية للاشتباكات. وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل، وشوهدت طائرات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي. وقال الورفلي إن "مقاتلات قاعدة بنينا وقاعدة طبرق الجوية ستنفذ ضربات قاسمة" لمن وصفهم ب"الإرهابيين"، لافتاً إلى أن "المعارك ستستمر حتى تطهير البلاد منهم" على حد قوله. ودعا الورفلي إلى "ضرورة ابتعاد المدنيين والسكان من المناطق الساخنة فور وقوع الاشتباكات، لأن الرد على مصادر النيران سيكون عنيفاً". وليل الأحد قصفت قوات من الجيش مزرعة الفريق الراحل أبوبكر يونس جابر، قائد أركان قوات نظام العقيد معمر القذافي، في منطقة الهواري ومزارع أخرى في منطقة سيدي فرج والقوارشة في ضواحي مدينة بنغازي، وقال الجيش إن هذه المزارع تتخذ "أوكاراً للجماعات الإرهابية". وكان ثوار سابقون قالوا إن مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات اللواء خليفة حفتر نفذت الأحد ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي، لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابت مواقع مدنية سقط على إثرها جريحان. واشتباكات اليوم هي الأعنف في مدينة بنغازي منذ سقوط نظام القذافي في العام 2011. من ناحية أخرى، قالت مصادر عسكرية إن "أرتالاً عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني". وكان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر شن في 16 ماي الماضي حملة عسكرية أطلق عليها "عملية الكرامة" ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية "المتطرفة" خصوصاً في بنغازي والتي اعتبرها "إرهابية". وحظيت هذه الحملة بدعم العديد من الوحدات العسكرية على رأسها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة كما أيدها عدد كبير من الأهالي.