منحت أمس، مصالح ولاية الجزائر، لتنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي، رخصة لعقد ندوتها في العاشر من شهر جوان الجاري بفندق مزافران، في وقت تمكنت التنسيقية من افتكاك موافقة مجموعة كبيرة من الأحزاب والشخصيات الوطنية. وقد أعلن أقدم حزب معارض وهو جبهة القوى الاشتراكية، موافقته على حضور أشغال ندوة الانتقال الديمقراطي، موضحا في بيان وقعه السكرتير الأول للحزب أحمد بطاطاش، أنه "بناء على مبادئ الحزب" قرر الأفافاس تلبية دعوة التنسيقية للمشاركة في الندوة لمناقشة جميع السياسات ومختلف الخطوات التي "يمكن أن تقود البلاد إلى مصير جديد، وفي مصلحة الجزائر وكل الجزائريين". وتأتي موافقة أقدم حزب معارض بعد سوسبانس طويل وتصريحات متعددة كانت توحي بأن "الأفافاس" سيرفض الالتحاق بالتنسيقية. وفي السياق ذاته، أكد الحقوقي والمحامي مقران آيت العربي، مشاركته في الندوة، حيث أوضح في بيان له أمس، نشر عبر صفحته الرسمية في موقع التفاعل الاجتماعي فايس بوك، ذكر فيه أنه تلقى دعوة من تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي لحضور الندوة التي ستعقد يوم 10 من الشهر الحالي بالجزائر، مضيفا أنه بعد دراسة مشروع الأرضية "وافقت على تلبية الدعوة" قصد "مواصلة النضال" كما قال والمساهمة مع المعارضة فيما يسميه هو ب«تفكيك نظام التحكم والاستبداد بالوسائل السلمية"، وفي بناء دولة القانون الوضعي، وتكريس الحريات العامة وحقوق الإنسان والمواطن، ومن أجل إعادة الكلمة للشعب السيد، مؤكدا في هذا السياق مشاركته "الفعالة" في هذه الندوة، وفي تفعيل ما سيتم الاتفاق حوله، مع المحافظة على "استقلاليتي عن أي تنظيم سياسي"، خاصة أن الرجل كان قياديا بارزا في "الأرسيدي" في وقت سابق. من جهة أخرى، كشفت مصادر "البلاد"، أن مجموعة كبيرة من الشخصيات أبدت موافقتها على حضور الندوة التي ستعقد بفندق مزافران يوم الثلاثاء القادم، أن كل من رئيسي الحكومة السابقين علي بن فليس، ومولود حمروش، سيشاركان في الندوة القادمة بشكل "فعال" بالنظر إلى تجاوبهما الإيجابي مع الأرضية التي تحصلا عليها. كما ذكرت المصادر أن قياديين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، سيحظرون الندوة، وأبرزهم نائب رئيس "الفيس" المحل علي بن حاج وعلي جدي وكمال قمازي وعبد القادر بوخمخم الذي أصدر بيانا مؤخرا يرفض فيه المشاركة في مشاورات تعديل الدستور ويشير إلى التحاقه بندوة الانتقال الديمقراطي. ويبقي الرئيس الأسبق اليمين زروال، على صمته ويرفض الكشف عما إذا كان سيشارك أم لا في ندوة المعارضة، غير أن العديد من المراقبين يرجحون إبقاءه على نهج الصمت والتزامه بيته، وهذا منذ أن غادر قصر المرادية، واعتزاله الحياة السياسية.