تفكيك شبكة دعم لوجستي في تبسة وتحليق مكثف لمروحيات عسكرية أعلنت السلطات التونسية أمس أن قوات الأمن قتلت إرهابيين قرب الحدود الجزائرية في تبادل لإطلاق نار بعد أسبوعين فقط على مهاجمة مسلحين منزل عائلة وزير الداخلية حيث قتل أربعة من قوات الشرطة. وبالموازاة مع ذلك أفلحت فرقة متخصصة في مكافحة الإرهاب بولاية تبسة الحدودية مع تونس في تفكيك شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية المسلحة على مستوى الإقليم الجنوبي للولاية. وتتكون الشبكة من 6 أفراد تتراوح أعمارهم بين 41 و45 سنة، وقد تم توقيفهم إثر معلومات مؤكدة بدوار العديلة التابع لبلدية الماء الأبيض جنوبتبسة، حيث تقوم هذه الجماعة المختصة في الدعم على مستوى العديد من المناطق الجنوبية بتدعيم المجموعات الإرهابية المسلحة التي يمتد نشاطها إلى غاية جبل بوجلال. ولفت مصدر أمني أن قوات الأمن المشتركة الجزائرية كثفت هذه الأيام عمليات التمشيط على طول الشريط الحدودي بما فيها استعمال المراقبة الجوية بطائرات الهيلكوبتر لحماية الحدود من أي تسلل أو اختراقات محتملة من طرف جماعات إرهابية تونسية يحتمل فرارها إلى التراب الجزائري. ولكن مصادرنا رجحت عدم إقدام الإرهابيين التونسيين على المغامرة باتجاه الحدود الجزائرية، سواء نحو وادي سوف أو تبسة أو الطارف وسوق أهراس، نظرا للخبرة التي اكتسبتها قوات الأمن الجزائرية في التعامل مع هكذا تسللات، إضافة إلى الطوق الأمني المكثف المضروب عبر كامل الشريط الحدودي. وشملت عمليات المراقبة كل النقاط الحدودية الحساسة، بما فيها النقاط والثغرات التي اعتاد أن يسلكها مهربو الوقود والمخدرات، انطلاقا من أقصى حدود بلدية بني قشة ناحية ولاية تبسة، مرورا ببلدية الطالب العربي وانتهاء بأقصى حدود بلدية دوار الماء، ناحية ولاية ورڤلة، حيث تسبب ذلك في شلّ نشاط جماعات التهريب هذه الأيام. كما امتدت المراقبة الأرضية والجوية إلى غاية بلدية البرمة إلى أقصى الجنوب من ولاية الوادي حيث يقع المثلث الحدودي الخطير الذي يربط بين الجزائروتونس وليبيا، والذي يحتمل أن تحتمي فيه الجماعات الإرهابية التونسية في حالة فرارها من جبال الشعانبي باتجاه أقصى الجنوبالتونسي. وقد بدأت الموجة الجديدة من القصف منتصف الليلة الماضية باستخدام المدفعية الثقيلة على مناطق في عمق الجبل يعتقد أن المسلحين يتحصنون بها. وأكد الجيش أن عمليته في الشعانبي مستمرة ومفتوحة للقضاء على المسلحين بعد أن استقدم تعزيزات كبيرة من الجنود والعتاد. وكانت قوات الأمن قد شنت حملة دهم للبيوت والمساجد في مدينة القصرين المحاذية للشعانبي اعتقلت فيها عددا من المشتبه في انتمائهم للتيار السلفي بينهم أجنبيان.