وشهد العالم تألق أشبال خالف محي الدين ورابح سعدان سنة 1982 باسبانيا، أين تمكنوا من الفوز على العملاق الألماني بنتيجة هدفين لهدف، وتسجيل اسمهم بأحرف من ذهب، لأنها مكنت شعبا بكامله من قضاء ليلة خالدة، عقب الفوز التاريخي على أحد المنتخبات الفائزة مرتين بالتاج العالمي (1954 و1974)، قبل أن تضيف الثالث سنة 1990. مونديال اسبانيا "الفيفا تغير توقيت مباريات الجولة الثالثة بسبب الجزائر" لن ينسى من دون شك جميع الجزائريين تاريخ 16 جوان 1982 بملعب مولينون بمدينة خيخون، ذلك اليوم التاريخي الذي اكتشف العالم رابح ماجر ولخضر بلومي وصالح عصاد بعد الاطاحة بألمانيا الغربية قبل أن تتوحد مع جارتها ألمانيا الشرقية سنة 1990، والذين لم يصمدوا أمام فريق متكون من لاعبين صغار القامة لكن كلهم ارادة وعزم على إبطال مفعول القوة الألمانية وتحدي الحارس الشهير شوماخر، مؤكدين الهوية الجديدة لكرة القدم الجزائرية والعربية. ويبقى الكل يتذكر جيل سرباح ومرزقان، وقندوز، وفرقاني، بلومي، وماجر وبن ساولة وعصاد، الذين تكونوا داخل الوطن، يضاف اليهم قريشي ومنصوري ودحلب وآخرين، الذين قدموا اضافات للفريق بالخبرة التي اكتسبوها خلال احترافهم في الخارج، والتي أدهشت متتبعي الكرة المستديرة وكان بإمكانها الذهاب بعيدا في هذه المنافسة لولا مباراة الفضيحة التي كان أبطالها فريقا ألمانيا الغربية والنمسا اللذان لجأ للتواطىء من أجل اقصاء الجزائر بفارق الاهداف، لتلجأ بعدها "الفيفا" إلى توحيد وقت إجراء الجولة الثالثة والأخيرة من نظام المجموعة، وهذا كله بسبب الجزائر والتواطأ الذي حدث بين المنتخبين النمساوي والألماني. هذا الاقصاء كان رغم ذلك مشرفا للمنتخب الجزائري الذي سجل اسمه بأحرف من ذهب في سجل عظماء كرة القدم العالمية بعد أداء ملفت لجيل من لاعبين موهوبين مكنوا الجزائر أربع سنوات من بعد من التواجد من جديد في الموعد العالمي بالمكسيك. نتائج مباريات الدور الأول الجزائر 2 - 1 ألمانيا (ماجر ? بلومي) الجزائر 0 - 2 النمسا الجزائر 3 - 2 الشيلي (عصاد "2" - بن ساولة) مونديال المكسيك 1986 "الخيبة الكبيرة" في ثاني مشاركة للمنتخب الوطني في المونديال، والتي على الرغم من احتفاظ الفريق بالتشكيلة الاساسية لسنة 1982، خاصة قندوز ومنصوري وماجر وبلومي وعصاد، وكذا المدرب رابح سعدان، إلا أن النتائج لسوء الحظ لم تكن في مستوى طموحات الجزائريين، رغم الأداء الجيد ضد ايرلندا الشمالية (1-1) والبرازيل (0-1)، غير أن الهزيمة القاسية (0-3) أمام اسبانيا حجبت هذا الفريق الجزائري الممتاز الذين لايستحق الاقصاء المبكر، كما تدل عليه المباراة الممتازة التي أداها أمام نجوم السامبا بلاعبيه الكبار أمثال زيكو، وسوكراتيس، وجونيور وغيرهم، ليبقى جيل الثمانينات رغم نتائجه يشكل كمرجعية للكرة الوطنية. للإشارة، فإن مونديال المكسيك 86 شهد بيت المنتخب الوطني العديد من المشاكل، خصوصا بعد أن طفت إلى السطح مشكل العلاوات، إضافة إلى قائمة اللاعبين المشاركين في المونديال وهي كلها أمور جعلت مشاركة "الخضر" كارثية أنذاك. نتائج مباريات الدور الأول الجزائر 1 - 1 ايرلندا الشمالية (زيدان) الجزائر 0 - 1 البرازيل الجزائر 0 - 3 اسبانيا مونديال جنوب إفريقيا 2010 "الجزائر تعود للمنافسة بعد 24 سنة" وفي المشاركة الثالثة تمكن جيل جديد من اللاعبين بقيادة المخضرم رابح سعدان من اعادة ذكريات المونديال للجزائريين بعد فترة فراغ رهيبة وغياب عن العرس العالمي دام 24 عاما، حيث تمكن رفاق عنتر يحي ونذير بلحاج ومجيد بوقرة من التأهل الى نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، بعد مباراة فاصلة أداها أبطال "الخضر" أنذاك بتاريخ 18 نوفمبر 2009 بملعب أم درمان بالخرطوم (السودان)، بما عرف آنذاك ب"ملحمة أم درمان" الذي يعد شاهدا على هدف تاريخي وقعه المدافع عنتر يحيى في مرمى الحارس المصري عصام الحضري في المباراة الفاصلة كان جواز السفر الى المونديال الذي استضافته القارة السمراء للمرة الاولى في تاريخها. ولم يكن مشوار "الخضر" جيدا خلال المونديال حيث لم يوفق زملاء كريم زياني في مباراتهم الأولى أمام سلوفينيا وتكبدوا الهزيمة صفر-1 بعد خطأ فادح للحارس فوزي شاوشي. ولم يكن رد فعل المنتخب الجزائري موفقا في المباراة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي بقيادة مدربه فابيو كابيلو، حيث سقط في فخ التعادل السلبي، قبل أن يتعرض للخسارة في الثالثة في الجولة الأخيرة أمام الولاياتالمتحدة صفر-1 ويودع المنافسة دون أن يسجل أي هدف. نتائج مباريات الدور الأول: الجزائر 0-1 سلوفينيا الجزائر 0-0 انجلترا الجزائر 0-1 الولاياتالمتحدةالأمريكية ويأمل عشاق المنتخب الوطني أن تكون مشاركتهم الرابعة في مونديال البرازيل، فرصة إلى الأمام للخروج من الأدوار الأولى التي ظلت لصيقة بالمنتخب الوطني من خلال مشاركاته الثلاثة، خصوص أن المنتخب الحالي يضم في صفوفه عدة لاعبين بارزين بإمكانهم تقديم الأفضل، وتحقيق المستحيل إن عزموا على ذلك، وهذا ما ينتظره محبو "الخضر" من خلال مشاركتهم في مونديال بلاد السامبا.