أفاد مصدر عليم بأن وفدا جزائريا مشكلا من سبعة خبراء مدنيين وعسكريين في سلامة الطيران تنقل أمس لإجراء التحقيقات وفحص حطام الطائرة الإسبانية المستأجرة من شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي كانت تضمن الرحلة رقم AH 5017 بين وڤادوڤو والجزائر العاصمة. وأكد مصدر "البلاد" أن "فريق التحقيق الجزائري يعمل في إطار تنسيق وثيق مع الخلية التي يترأسها وزير النقل وكذا باقي الشركاء الدوليين باعتبار أن الحادث وقع في بلد أجنبي يشهد اضطرابات أمنية، خاصة مع السلطات المالية والفرنسية التي تخوض بدورها تحقيقات مدنية وعسكرية في الموضوع". ومن المرتقب أن يلتحق بفريق التحقيق الميداني مسؤولون كبار على رأسهم وزير النقل عمر غول الذي يترأس وفد خلية الأزمة، إضافة إلى الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، محمد بولطيف، وممثل عن كل من المديرية العامة للجمارك، شرطة الحدود، ووزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع الوطني، حيث سيحلون بموقع حطام الطائرة بمنطقة أغلهوك بمقاطعة غاو، في الشمال الشرقي لدولة مالي. ومن المنتظر أن تتوج التحريات الميدانية بإعداد تقرير مفصل حول حيثيات الكارثة الجوية، التي تعتبر الثانية من نوعها في ظرف أقل من سنة، بعد سقوط الطائرة العسكرية في أم البواقي وأودت بحياة 77 ضحية من أفراد الجيش الوطني الشعبي وأقاربهم، خاصة أن واقع العثور على الحطام "بعد أقل من 24 ساعة على اختفاء الطائرة أمر مهم جدا، وتحديد موقعه سيتيح إيجاد شهادات يمكن أن تفسر أسباب تحطم الطائرة". ولم تستبعد التحقيقات الميدانية لحد الآن أي فرضية بما فيها تلك المتعلقة بتعرض الطائرة لاعتداء إرهابي رغم نفيها تماما من الطرف الفرنسي. وكانت السلطات الجزائرية قد قامت "فورا بالاتصال بالسلطات المالية والنيجيرية وكذا مع شركاء آخرين من بينهم فرنسيين ومسؤولين من بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما" بهدف المساهمة في جهود تأمين موقع الحادث".