تميّزت أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول ماسينيسا بتقديم مداخلة للدكتور عبد الرحمن خليفة موظف سابق بوزارة الثقافة تساءل فيها عن حقيقة الموضع الدقيق حيث يرقد جثمان ابن "غايبا". وفي محاضرة عنوانها "حيث يقع قبر ماسينيسا"، اعتبر هذا الدكتور الجامعي أن رفات ملك الأمازيغ "تقع بالتأكيد بقسنطينة العاصمة القديمة لهذه المملكة الشاسعة ولكن ليس في المكان الذي يعتقد أنها فيه حاليا". وبالنسبة للدكتور خليفة فإنه من الثابت أن الضريح المقام بأعالي الخروب يضم بقايا قائدين نوميديين كبيرين من الدرجة الأولى لكنه من الصعوبة وبصورة قطعية الجزم بشأن هويتهما في ظل غياب تحليل مبني على أدلة أثرية مؤكدة وذات مصداقية". ويسمح التقدم العلمي الحديث في مجال المعالجة الأثرية باستعمال التقنيات الحديثة مثل الحمض النووي بالتعرف على بقايا الأجساد التي تنام داخل معبد الخروب والتي قد تنتمي ل"ميسيبسا" ابن ماسينيسا وأحد أحفاده حسب الدكتور خليفة. ودعا الباحث المؤرخين إلى مراجعة التاريخ الأثري القديم بتفضيل مسلك التحاليل المستندة للتقنيات الحديثة ومنها الحمض النووي وكذا القيام بحفريات جديدة ليؤكد في الأخير أن رفات ماسينيسا " مدفونة قطعا بضواحي قسنطينة".