فتحت السلطات العراقية تحقيقا بعد أن ألقت طائرات عراقية مساعدات غذائية على عناصر تابعين لداعش في منطقة الصقلاوية بالأنبار بدلا من إلقائها على الجيش في التاسع عشر من سبتمبر الماضي. ونقلت شبكة "إن بي سي" المعلومات هذه عن عضو لجنة الأمن والدفاع العراقية، النائب حكيم الزاملي، الذي لفت إلى أن القوات العراقية في هذه المنطقة التي يحاصرها داعش كانت في حاجة ماسة لتلك المساعدات، إلا أن خطأ في الخطة العسكرية هناك، ونقص الخبرة لدى من يقود طائرات المساعدات أدت إلى تلقي داعش كمية جيدة من الماء والطعام بدلاً من الجيش. وأكد مسؤول عراقي معلومات الزاملي، وأرجع سبب هذا الخطأ إلى كون الطيارين الذين يشاركون في هذه العمليات لا يملكون الخبرة الكافية كونهم مبتدئين. وفي الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" أن الجيش الأميركي لا يمكنه أن يقصف تنظيم داعش "بشكل أعمى"، ودعت إلى التحلي ب"صبر إستراتيجي" من أجل التخلص من التنظيم. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي "لم يقل أحد إن الأمر سيكون سهلا أو سريعا ولا يجوز أن يتكون عند أي شخص وهم أمني خاطئ بأن هذه الضربات الجوية الموجهة قد تؤتي ثمارها". وانتقد كيربي تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام والتوقعات غير الواقعية عن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في سوريا والعراق. وذكر المتحدث بأن قادة الجيش الأمريكي كانوا واضحين منذ البداية بأن الضربات الجوية وحدها لا تكفي، ولكن بذل جهود على المدى الطويل سيكون أمرا ضروريا من أجل تدريب وتأهيل مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ومن أجل تعزيز الجيش العراقي. من ناحية أخرى، قال مصدر في الاستخبارات العراقية، إن زعيم تنظيم"داعش" أبو بكر البغدادي عبر الحدود العراقية السورية، أمس، قادما من مدينة الرقة السورية، إلى محافظة الموصل العراقية. وأضاف المصدر أن البغدادي دخل الموصل برفقة قادة ما يعرف بالصف الأول في تنظيم "داعش" وذلك هربا من الغارات الجوية لطيران التحالف والتي تستهدف تجمعات وأماكن انتشار التنظيم في سوريا. ونقلت مصادر عراقية على صلة بجهاز الاستخبارات العسكري، أن القادة البارزين الذين وصلوا الموصل برفقة البغدادي هم عبد الله يوسف المعروف بأبي بكر الخاتوني والذي عينه البغدادي والياً على الموصل، ونائب البغدادي فاضل أحمد الحيالي المعروف بأبي مسلم التركماني، وفراس علي السبعاوي التكريتي. ويقول خبراء أمنيون "إن سبب لجوء البغدادي إلى محافظة نينوى العراقية هو محدودية الضربات الجوية التي ينفذها طيران التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم في المحافظة". ويرجح الخبراء أن البغدادي لديه فريق تقني متخصص يرافقه في تحركاته بشكل دائم، ويستخدم أجهزة حديثة، مهمتها تعطيل عمل أجهزة المراقبة الخاصة بالاستخبارات العسكرية، إلى جانب التشويش على الموجات الإلكترونية ومنع تعقب الاتصالات.