ال الباجي قائد السبسي، رئيس حزب "نداء تونس" الذي فاز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية بتونس التي جرت الأحد الماضي، إن "الحكومة المقبلة يجب أن تضم أكثر ما يمكن من الحساسيات والتوجهات السياسية". كما أشار السبسي، في لقاء مع قناة "نسمة"، إلى أن "نتائج الانتخابات عكست إرادة شعبية رافضة لمنح الأغلبية المطلقة لأيّ طرف كان". وأضاف أن "الحكومة القادمة يجب ألا تُشعر أي طرف سياسي بأنها تعمل ضده"، في إشارة واضحة إلى "حركة النهضة" الإسلامية التي تحصلت على 69 مقعدا برلمانيا وحلت في المركز الثاني بعد "نداء تونس" الذي حصد 85 مقعدا. وعن "حركة النهضة" قال السبسي إنها " ليست عدوا أو خصما" لحزبه "بل هي مجرد منافس". وشدد السبسي على ضرورة احترام إرادة الشعب التونسي الذي له السيادة، معتبرا أن الناخبين بعثوا برسالة في العملية الانتخابية مفادها أنه "لا تغول لأي طرف سياسي". واقترح أن تتشاور الحكومة المقبلة مع الجميع حتى في حال ما كان هناك من يرفض المشاركة فيها. كما تطرق السبسي إلى وجود صعوبات وتحديات كبيرة تواجه تونس بالنظر إلى أن البلاد ما زالت في حالة انتقالية، مشدّداً على أهمية أن يتم اختيار رئيس الحكومة المقبلة بعناية باعتبار الدور والمهام التي ستناط به مستقبلا. وقد حرص السبسي، وهو المرشح البارز لانتخابات الرئاسة بتونس، على مخاطبة الجميع بدون استثناء، كما أعلن أنه سيتخلى عن رئاسة "نداء تونس" ليصبح رئيسا لكل التونسيين حال فوزه في هذا الاستحقاق. واستحضر السبسي في خطاب التحديات التي تواجه البلاد، وهي عديدة ومعقدة ويتداخل فيها الداخلي بالإقليمي، وتفترض حكمة سياسية في التعاطي معها، معتبراً أن البداية تكون عبر الابتعاد عن الخطاب التحريضي الذي يدفع الى التصادم. كما أنه استبعد إعادة إنتاج وضع ما قبل الثورة، من خلال التأكيد على دعم التوافق الوطني الذي تحول الى ثقافة والى مطلب مجتمعي واسع في تونس.