رحل الشاعر اللبناني سعيد عقل الذي ارتقى بالقصيدة العمودية إلى أرقى المراتب صباح أمس، عن مائة وسنتين. ويعتبر عقل أحد أبرز الوجوه الشعرية والأدبية في لبنان والعالم العربي وولد في مدينة زحلة شرق لبنان سنة 1912. وشعر سعيد عقل مفعم بالرمزية وقصائده خالية من التفجع. كما يتسم شعره بالفرح ويخلو من البكاء. وهو قال يوما "في شعري شيء من الرمزية لكن شعري اكبر من ذلك، يضم كل أنواع الشعر في العالم، هؤلاء الذين يصدقون انهم رواد مدرسة من المدارس ليسوا شعراء كبارا، الشعراء الكبار هم الذين يجعلون كل أنواع الشعر تصفق لهم". كان عقل شاعرا يؤمن بسلطان العقل وهو وصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية إلى اعلي المراتب. غنى سعيد عقل بالوطن وتغنى بالمرأة بنبل وبعذوبة ولم يكن غزله مبتذلا. وكان من أنصار "القومية اللبنانية" ويدافع بقوة عن "الخاصية اللبنانية" ويدعو إلى استخدام اللغة العامية اللبنانية، معتبرا أن المستقبل هو لهذه اللغة. وقد أثارت مواقفه هذه جدلا كبيرا. ويعتبر الراحل أيضا من أكبر دعاة القومية اللبنانية، وساهم بشكل كبير في تأطير فكرها الإيديولوجي من خلال التركيز على "الخاصية اللبنانية"، حيث أنه بسنة 1972 كان من مؤسسي حزب التجدد اللبناني.كما كان يعتبر الأب الروحي لحزب حراس الأرز الذي يتزعمه إتيان صقر. وهو أيضا من كبار المجددين في المتن الشعري العربي؛ ففي سنة 1937 أصدر "المجدلية" وكانت مقدمتها أشبه بثورة ستلعب دورا حاسما في تغيير القصيدة العربية. ثم توالت الأعمال مسرحا وشعرا ونقدا، مسرحيّة قدموس، و"رِنْدَلى"، "قصائد من دفترها"، "اجراس الياسمين" ، و"يارا" المكتوب بالعامية اللبنانية، وشعره النثري في "كتاب الورد". وقد غنت قصائده خصوصا فيروز وماجدة الرومي.