اقتطاع 70 مليار دينار من صندوق ضبط الإيرادات لسد عجز الميزانية وجه بنك الجزائر تحذيرات شديدة اللهجة لحكومة عبد المالك سلال، بخصوص انهيار مستمر محتمل لأسعار المحروقات، مطالبا بضرورة مواصلة التسيير "الحذر" للاحتياطات الرسمية للصرف، مشيرا إلى أن هذا التراجع أدى السنة الماضية إلى اقتطاع 70 مليار دينار من صندوق ضبط الإيرادات لسد العجز، مؤكدا أن المحروقات لم تعد تولد سوى 29.9 بالمائة من الناتج المحلي الخام، وتساهم سلبا في النمو بواقع 69.2 بالمائة. وكشف التقرير السنوي 2013 لبنك الجزائر، المعنون ب"التطور الاقتصادي والنقدي للجزائر"، والذي تحصلت "البلاد" على نسخة منه، أن ميزانية السنة الماضية سجلت عجزا بلغ 151.2 مليار دينار، وهو عجز يقل عن ذلك المسجل سنة 2009، سنة الصدمة الخارجية، وعن ذلك المسجل في 2012، ويؤكد وضعية عجز للسنة الخامسة على التوالي. ويضيف التقرير أنه عكس عجز سنوات 2010، 2011، 2012، نجم العجز الميزاني المسجل في سنة 2013، عن انخفاض إيرادات الجباية البترولية وارتباطها بذلك، انخفاض الإيرادات الكلية على الرغم من الانخفاض المعتبر في النفقات الجارية ورأس المال. وأضاف التقرير، أن تمويل عجز ميزانية السنوات من 2009 إلى 2012 تم دون اللجوء إلى الاقتطاعات الفعلية من صندوق ضبط الإيرادات، فإن عجز سنة 2013، تم تمويله بالرجوع إلى الصندوق واقتطاع ما قدره 70.2 مليار دينار من هذا الصندوق الذي تمثل موارده قدرة تمويلية هامة. ويضيف تقرير بنك الجزائر أنه إذا كان الاستقرار المالي مكسبا يجب الحفاظ عليه، فإن هشاشة ميزان المدفوعات تجاه الميل التصاعدي للواردات من السلع والخدمات. وأمام تقلص حجم صادرات المحروقات "تقلل من قدرته على مقاومة الصدمات الخارجية"، لاسيما تلك المرتبطة بانهيار مستمر محتمل لأسعار المحروقات. وعليه يؤكد تقرير بنك الجزائر أهمية "مواصلة التسيير الحذر للاحتياطات الرسمية للصرف" من طرف بنك الجزائر مع التركيز على أمن الاستثمارات. كما أشار تقرير بنك الجزائر، إلى أن إيرادات الميزانية لسنة 2013 سجلت تراجعا، حيث بلغ 5940.9 مليار دينار، أي بانخفاض قدره 398.4 مليار دينار ما نسبته 6.3 بالمائة، مضيفا أن الإيرادات العادية سجلت ارتفاعا ب05 بالمائة، لكنه لم يكن كافيا لتعويض الانخفاض ب9.3 بالمائة الذي شهدته الإيرادات الضريبية للمحروقات سنة 2013. كما تراجعت الإيرادات الكلية السنة الماضية لتبلغ 36.2 بالمائة، بالإضافة لانخفاض إيرادات المحروقات في السنة نفسها ب12.1 بالمائة. كما وصف التقرير تراجع نمو المحروقات للسنة الثامنة على التوالي ب«التدهور الحقيقي"، نظرا لفقدان القطاع ما يزيد عن ربع قيمته المضافة 29.5 بالمائة في غضون 8 سنوات. فيما تراجعت القيمة المضافة في 2013 بنسبة 5.5 بالمائة وهو أكبر انخفاض للعشرية، مؤكدا أن المحروقات لم تعد تولد سوى 29.9 بالمائة من الناتج المحلي الخام، وتساهم سلبا في النمو بواقع 69.2 بالمائة.