تسعى الجزائر في إطار جهودها لتصحيح أسعار البترول في الأسواق الدولية إلى حشد أكبر عدد من الدول الرافضة لمستوى الأسعار الحالية التي سجلت مؤشرات سلبية أدت إلى اختلالات في موازنات بعض الدول المنتجة وهددت مستقبل وضعيتها المالية، وعلى هذا الأساس أطلق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مبادرة إقليمية على الصعيد الإفريقي ضمت لأول مرة دولا من خارج أوبك للجلوس إلى طاولة واحدة مع دول من منظمة الدول المنتجة للبترول "أوبك". وتهدف هذه المبادرة الجزائرية إلى الوصول إلى عتبة إنتاج موحدة بين كل الدول المنتجة للبترول وذلك لدرء المخاوف السعودية من تآكل حصصها في حالة تخفيضها الإنتاج أو على الأقل تعزيز الحلف الذي تقوده الجزائر وفنزويلا وإيران داخل "أوبك" الرافض قرارات الإبقاء على مستويات الإنتاج بالدول الإفريقية على غرار أنغولا التي تنتج مليوني برميل يوميا ونيجيريا أكبر منتج في إفريقيا. وكشف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أمس، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كلف الوزير الأول عبد المالك سلال بتسليم رسائل لرؤساء الدول الأعضاء في جمعية منتجي النفط الأفارقة للتشاور بعد الانهيار الذي عرفته أسعار النفط. وقال مساهل على هامش أشغال قمة الاتحاد الإفريقي التي تعقد بالعاصمة الإثيوبية إن "سلال التقى على هامش أشغال القمة رؤساء الدول الأعضاء في جمعية منتجي النفط الأفارقة الذين سلمهم رسائل من الرئيس بوتفليقة إثر انهيار أسعار النفط". وقد سلمت هذه الرسائل لرؤساء كل من الغابونوأنغولا والكونغو وغينيا الاستوائية ونيجيريا، وأوضح مساهل أن "الرئيس بوتفليقة أخذ هذه المبادرة لتمكين البلدان الإفريقية من التشاور وتنسيق جهودها لمواجهة الأزمة التي تشهدها السوق النفطية". وأضاف أن "رسالة رئيس الدولة تتطرق أيضا إلى الجهود الإفريقية المشتركة على مستوى مختلف الهيئات الدولية المكلفة بهذا الملف من أجل استقرار أسعار النفط". وعلى صعيد آخر قفزت أمس أسعار النفط الخام بأكثر من ثمانية من المائة يوم الجمعة بعد صدور بيانات أظهرت أن شركات التنقيب الأمريكية تقلص أنشطة البحث عن النفط الصخري حيث سجل خام القياس برنت إرتفاعا ب 3.86 دولارات ليسجل سعرا عند التسوية ب52.99 دولارا للبرميل.