- الجالية الجزائرية تواجه حملات مضايقة واستفزاز لا تطاق - 7 ملايين مسلم في مواجهة "زلزال من الملاحقات الأمنية" اتهم عميد مسجد باريس ورئيس مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا، دليل بوبكر، الحكومة الفرنسية بلعب دور "غامض" في الملفات الأمنية الشائكة وعلى رأسها قضية شبكات تجنيد الجهاديين الفرنسيين وإرسالهم للقتال في سوريا والعراق. وفي الوقت الذي يركز فيه الإعلام الفرنسي على أصول هؤلاء الجهاديين المنحدرين في الغالب من الجزائر وتونس والمغرب على غرار قضية الأخوين كواشي، يؤكد دليل بوبكر أن "دوائر رسمية وشبه رسمية متورطة في تجنيد جهاديين من أصول فرنسية وأوروبية قحّه وتسفيرهم إلى مناطق النزاعات التي تشهد تنامي بؤر إرهابية في دول الساحل وبلدان الخليج والشرق الأوسط"، في إشارة إلى بصمات "المخابرات الفرنسية". وعبر عميد مسجد باريس عن قلقه حيال "تجريم" الجالية المسلمة بفرنسا ومحاولات توريطها في قضايا الإرهاب مثلما تعكسه حملات الاعتقال والتفتيش التي تطال أماكن إقامتهم في العاصمة باريس وبقية المحافظات الفرنسية متأسفا في الوقت نفسه لÇبطء" رد فعل الحكومة الفرنسية في كل ما يتعلق بشكاوى ترفعها الجالية الجزائرية والمسلمة ضد عمليات الاستفزاز التي تقف وراءها لوبيات منظمة. وألقى دليل بوبكر في تصريحات نارية نقلتها شبة "إرم" الاخبارية باللائمة على السلطات الفرنسية لتقديمها "تسهيلات للجهاديين مكنتهم من السفر إلى سوريا والانضمام إلى جبهات القتال الدائر هناك ثم العودة". وأطلق رئيس مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا اتهامات غير مسبوقة صوب الحكومة الفرنسية عموما وأذرعها الأمنية على وجه خاص بتحميلها "جزءا كبيرا من مسؤولية رواج الفكر التكفيري وانتشار التطرف وسط المغتربين وكذا زرع العداء بينهم وبين بقية شرائح المجتمع الفرنسي". ولم يستثن المتحدث، الإعلام الفرنسي من قصفه، متهما إياه بزرع الفتنة وسط المجتمع الفرنسي وبث الحقد والكراهية ضد الجالية العربية والمسلمة المقيمة في الأراضي الفرنسية وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي. وانتقد في هذا الإطار الأوساط المثقفة والصحافة الفرنسية، حيث "باتت المعاداة للإسلام نمط عمل"، متطرقا أيضا إلى حزب اليمين المتطرف (الجبهة الوطنية) الذي "أعد ضمن برنامجه نكران ورفض المسلمين". وبخصوص أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين، دعا عميد مسجد باريس إلى تمكين المسلمين من أداء مناسكهم "في الكرامة". وبعد ذكر الفيلسوف الفقيد محمد عرقون الذي قال إن "هناك إقصاء خيالي متبادل بين المسلمين والأوروبيين"، أعرب دليل بوبكر عن رفضه لفكرة "صدام الحضارات". وأكد المتحدث أن "الإسلام دين تسامح وسلم وحوار وتعايش"، معلنا أن مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا صادق على "ميثاق للتعايش في ظل احترام القانون وعدم التأثر بالأزمة التي تطول الجالية المسلمة". ويضيف عمدة مسجد باريس الذي يزور الجزائر منذ أيام، أن "شارلي إيبدو" خلفت وراءها زلزالا من الحقد والملاحقات الأمنية والقضائية في صفوف الجالية العربية والمسلمة بفرنسا وهووضع مقلق ولا يطاق"، حسب المسؤول ذاته. وتورّط تصريحات دليل بوبكر، رئيس مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا، حكومات نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، في الحرب المستفحلة على الأراضي السورية، وهي إدانة صريحة لباريس بدعمها للمسلحين قصد الإطاحة بنظام بشار الأسد. ومن المتوقع جدا، أن ترمي تصريحات بوبكر بارتداداتها على المشهد الدولي وتزيد من متاعب حكومة فرانسوا هولاند تحديدا. إلى ذلك، دعا دليل بوبكر، الجالية المسلمة المقيمة في باريس، إلى "التعقل والتبصر والصبر لدرء الشر والعداء الذي يتسبب فيه على العموم اللوبي الصهيوني المتنفذ في فرنسا"، مطالبا الجهات الرسمية بالحزم ضد "التمييز العنصري المقيت لسلامة المجتمع الفرنسي وقيمه التي لا تتناقض بأي حال من الأحوال مع القيم الروحية للإسلام السمح". وفي السياق ذاته، أقر بوبكر بصعوبات وعراقيل كثيرة تواجه رعايا الدول العربية والإسلامية الذين يتوافدون على فرنسا سواء بغرض الإقامة أو الدراسة أو العلاج، مشددا على أن التعايش يفرض حتمية قبول الآخر بغض النظر عن دينه وعرقه ولغته وجنسيته. وكشف مسؤول مجلس الديانة الإسلامية عن وجود زهاء 7 ملايين مسلم مقيم بفرنسا يخشون على أنفسهم بسبب الخلط الحاصل بين الإسلام والإرهاب.