مطاردة رجل أعمال له صلة بشبكة تهريب الأموال في مرسيليا رفعت فرق الشرطة القضائية في عدة ولايات بالغرب الجزائري وتيرة المطاردة الأمنية لمحاصرة أسواق العملة الصعبة الموازية في مختلف المواقع بناء على تعليمات صادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، ولفت المصدر إلى أن الحملة التي تقودها عناصر الشرطة القضائية تعتبر الأولى من نوعها في الغرب الجزائري، في ظل حرص قوات الشرطة على دهم مقاه شعبية وأماكن محسوبة على باعة اليورو والدولار وحتى العملة الخليجية الريال السعودي، بما أنها مطلوبة بكثرة من قبل المرشحين لأداء مناسك العمرة، وتكشف المصادر عن أن إجراءات مراقبة أمنية وصفتها مصادرنا ب"المشددة" عرفتها عدة مواقع تعج بباعة "العملات الأجنبية" في الشلف، على غرار الحي الشرقي شارع "سماسرية" وبالقرب من المقر السابق لبنك الخليفة والساحة المجاورة لمقر شركة "نجمة" التي يسيطر عليها باعة "الأورو" بطرق غير قانونية، وقال مصدر أمني رفض الكشف عن هويته، إن مصالح الشرطة تلقت تعليمات صارمة لتشديد المراقبة على هكذا مواقع وتطبيق تدابير الحجز في حق أي شخص مهما كانت صفته ضبط يمارس تجارة بيع العملات الأجنبية خارج الأطر القانونية، مضيفا أن الشرطة بحوزتها قائمة أسماء مشتبه في ترددها على السوق الموازية للصرف الأجنبي، وأنها تقوم بتموين عديد التجار بمبالغ هامة من "الأورو" بالدرجة الأولى،أي أنه رفض ربط هذه التجارة بأنشطة ممنوعة أخرى كالمخدرات وتهريب الأموال من وإلى الخارج من خلال قيام وسائط محلية بتأمين تهريب آلاف الأوراق الأجنبية عن طريق وسائط في فرنسا وإسبانيا. وعلمت "البلاد" أن الحملة الأمنية أثارت انتباه الرأي العام بمدينة مستغانم المعروفة هي الأخرى بنقاط بيع العملة الصعبة في وسط المدينة، لاسيما شارع "الأقواس" ونقاط سوداء ظلت غير مراقبة أمنيا، وتبرز المعلومات أن مصالح الشرطة القضائية قامت بغارات فجائية على 5 مواقع سوداء مساء أول أمس، غير أنها لم تتمكن من توقيف الباعة بمجرد تلقيهم تسريبات مشكوك فيها أجهضت الخطة الأمنية، كما تزامنت الحملة مع بلاغات تتحدث عن وجود أوراق نقدية مزورة تتداول في هذه الأسواق. وتربط بعض الجهات هذا المخطط أيضا مع تحقيقات تجريها عناصر الشرطة في ملف وصف ب"المهم" يتابع فيه رجل أعمال معروف في المدينة يشتبه في تهريب أموال بعملة "الأورو" نحو الخارج بطرق مشبوهة وعبر شركة وهمية، ووفق ذات المصدر، فقد بينت التحريات الأولية أن المشتبه فيه يبيض أمواله في عقارات سياحية وزراعية على الطريق الساحلي مستغانمووهران. وبالعودة إلى الموضوع، فإنه من الصعوبة بمكان العثور على ورقة 50 أورو في مستغانم في الأسواق الموازية المعروفة بترويح العملات الأجنبية، وقد دفع الأمر قوات الشرطة إلى تفتيش بعض المشتبه فيهم ببيع هذه العملات وإخضاعهم إلى مساءلات في وسط الشوارع وحتى في محلات تجارية تسوق في الخفاء "ترسانة هائلة من الأوراق النقدية بعملتي الدولار والأورو، ويرمي هذا التفتيش إلى تحديد مصدر ووجهة الأموال التي يفترض أنها بحوزتهم، وهو ما خلف حالة من الفوضى والتدافع في وسط المدينة. ولم تستثن هذه الحملة الواسعة ولايات غليزان وتيارت وحتى وهران حسبما أشار إليه مصدر من المديرية الجهوية للشرطة بعاصمة الغرب الجزائري، الذي أفاد بأن ثمة تعليمات صارمة توصلت إليها مصالح الأمن لمحاصرة هذه النقاط السوداء التي يهيمن عليها باعة لهم باع واسع في جرائم ترويج العملات الأجنبية بطرق خطيرة جدا قد تكون لها امتدادات مع أنشطة تهريب وتبييض الأموال إلى أوروبا وانسياقهم في نشاطات الإتجار في المخدرات والكوكايين. وحسب بعض العارفين، فإن الإنزال الأمني إلى شوارع الغرب الجزائري لتقويض بؤر التجارة غي الرسمية للعملات الأجنبية، أثرت كثيرا على المرشحين لزيارة البقاع المقدسة في الأيام القادمة بما أنهم لم يحصلوا سوى على القليل من أوراق الريال السعودي من البنوك، حيث تم منعهم من التقرب من باعة "الريال" لذات الأسباب.