أشاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم بخصال الفنان الراحل عمار العسكري الذي توفي الجمعة عن عمر يناهز 73 سنة، مؤكدا ان أعماله وإنجازاته الفنية ستكون "ذخرا تقتدي بها الأجيال". وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة تعزية بعث بها إلى كافة أفراد أسرة الفقيد: "إلى بارئها فاضت روح المناضل والفنان الأستاذ القدير عمار العسكري, أبرأ المولى روحه الطاهرة وأواها في رحاب جنات الخلد والنعيم, وحسن أولئك رفيقا". ومضى قائلا: "لقد نذر الراحل حياته لخدمة الوطن والشعب, إذ تعلقت همته منذ غضاضة العمر بالمثل العليا في الحرية والسيادة في زمن هتك صفاءه ظلم الاستعمار الغاشم". وأضاف الرئيس بوتفليقة: "بفقدنا هذا الطود الشامخ, سقط اسم وعلم من سماء وطننا المفدى, علم فقده جمهور عريض في الداخل والخارج وفقدته السينما الجزائرية التي مدها العمر وشكل صورتها بحب الجزائر، إذ كان من الرعيل الأول للمخرجين الذين تميزت أعمالهم وتوجهاتهم بالصورة والكلمة والطرح السينمائي الجزائري الهادف بعد الاستقلال". وتابع رئيس الدولة في رسالته قائلا: "فكانت له بصمة واضحة وصرخة مسموعة وتأوهات عميقة في كل أعماله مثل (دورية نحو الشرق) و(المفيد) و(أبواب الصمت) التي دونها له التاريخ والماضي الحافل في سجل ناصع ومميز ونال من خلالها جوائز عديدة قيمة في الكثير من المهرجانات الوطنية والدولية". وتابع رئيس الجمهورية في رسالة التعزية بالقول: "ولئن غيب الموت الأستاذ والفنان والمناضل والمخرج عمار العسكري, فإنما ذكراه ستظل باقية في قلوب كل الجزائريين ورصيده وأعماله وإنجازاته الفنية ستكون ذخرا تقتدي بها الأجيال". وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول: "وإذ أعزي أسرته الكريمة وذويه الأبرار وكل الأسرة الفنية, أسأل المولى ان يحتسبه مع الذين اصطفاهم إلى جواره من العاملين الصادقين". ووري الثرى بعد صلاة ظهر السبت جثمان الفقيد بمقبرة سيدي بوضياف ببلدية عين الباردة بعنابة في أجواء مهيبة حضرها الآلاف من المواطنين و رفقائه في الساحة الفنية و الثقافية. وحضرت الموكب الجنائزي الذي امتد على طول 5 كيلومترات سلطات الولاية المدنية والعسكرية إلى جانب ممثلين عن وزارة الثقافة ونواب بالغرفتين يتقدمهم شقيق الفقيد والنائب بمجلس الأمة محمد الطيب العسكري بالإضافة إلى أعضاء بجمعية "أضواء " التي كان يرأسها الراحل عمار العسكري وعدة وجوه فنية من عدة مناطق من الوطن. وكانت علامات الحزن تبدو عميقة على وجوه رفقاء الفقيد وهم يودعون قامة من قامات السينما الجزائرية واحد أبنائها الذين كانوا في طليعة النضال من أجل القضية الوطنية إبان الثورة التحريرية وشاهدا ملتزما و وفيا على مآثرها من خلال أعمال سينمائية تبقى خالدة.