تعيش الساحة السياسية، ركودا غير مسبوق، حيث لم تتضح الرؤية لدى مختلف الأطراف المكونة للساحة سواء عند أحزاب المعارضة أو أحزاب السلطة، حتى مع التعديل الحكومي الأخير، والتعيينات التي أجراها الرئيس على رأس الهيئات المالية والمؤسسات العمومية. ويبدوا أن أجندة أحزاب المعارضة توقفت عند الندوات الموضوعاتية التي نظمتها مؤخرا، وأرجع رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، عدم الظهور الإعلامي القوي، لطبيعة العمل السياسي الذي يعتمد على مراحل من النشاط، تتراوح بين النشاط القوي والمتوسط وأحيانا الضعيف، مشيرا إلى أن الأحزاب تولي أهمية أيضا لمشاكلها التنظيمية وقضايا ترتيب البيت الداخلي، وهو ما يظهرها على أنها تعيش مرحلة من الركود والتراجع. وفي السياق ذاته، أكد جيلالي سفيان في اتصال ب«البلاد"، أن المعارضة ممثلة في هيئة التشاور، تعمل حاليا بجد للتحضير للقاء 6 جوان القادم، سيكون جدول أعماله يضيف المتحدث - التفكير في توسيع الهيئة من عدمها وكيف يتم وذلك ولصالح من. واعتبر سفيان أنه من الطبيعي أن تمر المعارضة بنوع من الفراغ، بعدما كانت مشتتة ومتناقضة إيديولوجيا وفي البرامج، وصلت الآن حسب المتحدث - لخلق انسجام بينها وإطار موحد من خلال عمل "قوي جدا"، أوصلها لصياغة أرضية مزافران، أصبحت بعده "الرؤية موحدة". مضيفا ان الحراك الحاصل داخل أحزاب الموالاة وفي الحكومة أثر على الرأي العام وأنساه نوعا ما المعارضة. من جهته، يرجع نعمان لعور، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، ما تظهر عليه المعارضة من ركود، إلى ما يسميه ب«العمل الداخلي"، مشيرا إلى أن المعارضة مجموعة أحزاب قبل أن تكون تنسيقية، معتبرا أن "حمس" لن تتوقف عن النشاط، سواء في الإطار الخارجي ممثلا في التنسيقية، أو الإطار الداخلي متمثلا في تكوين الإطارات، مذكرا بأن الحركة بصدد التحضير للملتقى الدولي للشيخ نحناح رحمه الله تعالى- فيما أكد أن الحزب والتنسيقية تساير الأوضاع السياسية والاقتصادية. كما أرجع الأمر إلى الركود السياسي بصفة عامة بعد التعديل الحكومي، قائلا "ننتظر ما سينجر عن هذه الحكومة"، مضيفا أن العديد من الأمور لا تملكها المعارضة ولكن هي في يد السلطة. وفيما يتعلق بالندوات الموضوعية، التي نظمت في ظل عزوف شعبي وجماهيري ظاهر للعيان، حيث تفتقد الندوات المنظمة لحد الساعة إلى حضور جماهيري أو شعبي مكثف، باستثناء بعض مناضلي الأحزاب التي تمثل التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، ما يوحي للوهلة الأولى أن المعارضة تحاور نفسها، أيد كل من جيلالي سفيان، و نعمان لعور، هذا الطرح ودعيا إلى ضرورة تقييم هذه الندوات. فيما اعتبر لعور أن العديد من النقاط ساهمت في غياب استقطاب جماهيري، مجمعين على أن ما تمر به المعارضة حاليا لا يعد هزيمة أو انهزامية بقدر ما هو استراحة محارب.