اختتمت رابطة موبيليس الأولى لكرة القدم، عشية أول أمس، موسمها الكروي لسنة 2014 / 2015 بإجراء الجولة الثلاثين والأخيرة من عمر المنافسة، في موسم أقل ما يقال عنه إنه كان استثنائي على كافة الأصعدة، بالنظر إلى الإثارة والندية الكبيرتين اللتان رافقتا جولاته الأخيرة، بشهادة المتتبعين واعتراف الاتحادية الدولة لكرة القدم "الفيفا"، التي اعتبرت البطولة الجزائرية الأشد إثارة وغرابة في العالم، نظرا لفارق النقاط الذي كان سائدا بين صاحب اللقب وفاق سطيف ومتذيل الترتيب اتحاد بلعباس. وما شد انتباه عشاق الكرة الجزائرية هذا الموسم هو الصراع الشديد الذي طبع الجولات الأخيرة من البطولة الوطنية سواء بين أندية المقدمة التي كانت تصارع من أجل تحقيق اللقب وضمان مشاركة قارية، وفرق مؤخرة الترتيب التي بذلت كل ما في وسعها من أجل النجاة من جحيم القسم الثاني، حيث استمرت المنافسة إلى غاية الجولة الأخيرة التي كشفت عن هوية الأندية المرافقة لاتحاد بلعباس، نحو رابطة موبيليس الثانية، ويتعلق الأمر بمولودية العلمة وأولمبي الشلف اللذان فشلا خلال الرمق الأخير في ضمان مكانة بين حظيرة، ورغم فوز الأول بثلاثية كاملة، إلا أن ذلك لم يكن كافيا على الإطلاق، ليسقط بذلك الثلاثي إلى الدرجة الثانية في موسم كان فيه الجميع مهددا بالسقوط إلى غاية الجولة الختامية. "الموب" تُحقق في سنتين ما عجزت عنه الأندية العملاقة هذا وقد حسم فريق مولودية بجاية التأشيرة الثانية المؤهلة للمشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا الموسم المقبل بعدما أنهى بطولة هذا الموسم في المركز الثاني برصيد 47 نقطة خلف البطل وفاق سطيف 48 نقطة، عقب عودته بالفوز من خارج ملعبه حساب اتحاد بلعباس، ليحتل بذلك المركز الثاني بجدارة واستحقاق، مؤكدا بذلك نجاحه في بلوغ مسعاه رغم حداثة تواجده في الرابطة الأولى (صعد الموسم ما قبل الماضي) وهذا بعدما نجح في تحقيق تتويج تاريخي بلقب كأس الجزائر لسنة 2015 على حساب أمل الأربعاء يوم 2 ماي الماضي بملعب البليدة، هذا الأخير الذي سيشارك في كأس الكاف رفقة مولودية وهران الذي نجح في ضمان الحصول على المركز الثالث المؤهل للمشاركة في ذات المنافسة الموسم القادم لصالحه عقب انتصاره على البطل وفاق سطيف 2-1، مستفيدا من خسارة شباب بلوزداد أمام الجار اتحاد الحراش. "سوسطارة" تنجو من السقوط في آخر المطاف بالموازاة من ذلك، صنع نادي اتحاد العاصمة الحدث هذا الموسم، كيف لا وهو الذي نجا من السقوط بأعجوبة وانتظر إلى غاية الجولة الأخيرة وعلى ملعبه ودون جمهوره ليضمن بقاءه ضمن حظيرة الكبار، فرغم أنه صاحب لقب الموسم الماضي والجميع كان يرشحه للحفاظ على لقبه بالنظر إلى التعاقدات الكبيرة التي قامت بها "سوسطارة" بها في الميركاتو الصيفي الماضي، إلا أن ذلك لم يكن كافيا ونجا من السقوط في آخر لحظة بعدما أطاح بأولمبي الشلف بثلاثية مقابل هدف وحيد في "نهائي البقاء"، وهو الأمر الذي جعل إدارة حداد تسارع لاحتواء الوضع قبل جولتين فقط على نهاية البطولة من خلال إقالة الطاقم الفني بقيادة الألماني أوتو فيستر وتعيين الثلاثي زغدود ومفتاح وحاج عدلان على رأس الفريق في محاولة منها لتدارك الوضعية. "البابية".. تُخالف المنطق الكروي وتُغادر إلى الدرجة الثانية ويبقى الأمر الذي لم يكن يتوقعه أحد في بطولة هذا الموسم، ولم يكن حتى أشد المتشائمين من أنصار مولودية العلمة، ينتظر السيناريو الذي عاشته "البابية" أول أمس، بعدما سقطت رسميا إلى رابطة موبيليس الثانية، لاسيما وأن المولودية تمكنت هذا الموسم من كتابة اسمها بحروف من ذهب بعدما بلغت دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية في أول مشاركة قارية لها، غير أن ما قدمه الفريق في البطولة كان مناقضا تماما، ودخل أشبال المدرب أكورسي في دوامة نتائج سلبية قضت على كل آمالهم في تحقيق البقاء، حيث لم تشفع الإحصائيات التي سجلتها "البابية" هذا الموسم، فيما يتعلق بالحصيلة الهجومية التي بلغت 40 هدفا كاملا كأحسن هجوم في البطولة الوطنية، متفوقة على جميع الفرق بمن فيها صاحب اللقب وفاق سطيف، سجل منها وليد درارجة 16 هدفا كاملا ليتوج هو الآخر بلقب أحسن مهاجم هذا الموسم، غير أن النقطة السلبية في تشكيلة "البابية" كانت على مستوى الدفاع الذي يعتبر ثاني أضعف دفاع بعد جمعية وهران. من التنافس على اللقب إلى صراع النجاة عند إعلان انطلاق بطولة الرابطة الوطنية المحترفة لهذا الموسم رفعت العديد من الأندية التحدي من أجل المنافسة على اللقب، وقامت بأكبر الصفقات لتسهيل مهمتها في ذلك، غير أنه في نهاية المرحلة الأولى لم يكن للمنطق أي معنى بعدما حولت الأندية الصغيرة أهدافها لتجد نفسها أمام فرصة عظيمة للتتويج بالبطولة، على غرار مولودية بجاية التي كانت "الحصان الأسود" قبل أن تخرج من السباق في الجولتين الأخيرتين فقط، وبالمقابل من ذلك، وجدت الأندية الكبيرة نفسها تتخبط في وضعية يرثى لها، في صورة إتحاد العاصمة، شبيبة القبائل ومولودية الجزائر اللذان عاشا موسما كارثيا على جميع الأصعدة.