حطمت قوات الجيش الوطني الشعبي رقما قياسيا في محاربة شبكات التهريب خلال الشهر الجاري، حيث تمكنت الوحدات العسكرية من توقيف أكثر من 400 شخص من أخطر البارونات، وصادرت من خلال كمائن وعمليات ملاحقة نوعية ترسانة حربية من الأسلحة والقنابل والمواد المتفجرة وكميات ضخمة من الوقود والمخدرات والعملات المزوّرة والمواد الغذائية. وسجّلت أغلب العمليات المعلن عنها من قبل وزارة الدفاع الوطني في مناطق حدودية ساخنة قرب ليبيا ومالي، حيث يستغل القائمون على تلك الشبكات تدهور الوضع الأمني في تلك المناطق للتسلل إلى عمق التراب الجزائري مدججين بأسلحة ثقيلة وترسانة حربية وأجهزة استكشاف المعادن مقابل تحويل كميات من الوقود ومختلف السلع والبضائع المدعّمة، وكانت آخر عملية أعلنت عنها أمس وزارة الدفاع في بيان تحوز "البلاد" على نسخة منه، حيث أوقفت مفرزة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لعين ڤزام بإقليم الناحية العسكرية، 57 مهربا وضبطت بحوزتهم 23 جهاز كشف عن المعادن ومطرقة ضاغطة ودراجة نارية. كما حجزت مفرزة تابعة للقطاع العملياتي لورڤلة بإقليم الناحية العسكرية الرابعة شاحنة معبأة ب 6888 قارورة من مختلف المشروبات، وبأريكين وتين الكوم الحدودية، أوقفت مفرزتان للقطاع العملياتي لجانت ستة مهاجرين غير شرعيين وحجزت سيارة رباعية الدفع. من جهة أخرى، حجز عناصر حرس الحدود للقطاع العملياتي بتلمسان بالناحية العسكرية الثانية، 112,8 كيلوغرام من الكيف المعالج.. لكن تبدو العملية التي قام بها القطاع العملياتي بتمنراست وعين امڤل وبرج باجي مختار، قبل نحو 48 ساعة، هي العملية الأكثر أهمية إثر توقيف قوات الجيش على مدار يومين أكثر من 100 مهرب من جنسيات إفريقية مختلفة وحجز 6 سيارات ودراجات نارية و2680 لترا من الوقود ومبلغ مالي. وقال مصدر أمني عليم إن عدد المهربين الكبير الذين سقطوا منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري لا يتعلق بعمليات توقيف تمت بمحض الصدفة، بل الأمر يتعلق بمخطط أمني جرى اعتماده خصيصا لمكافحة ظاهرة التهريب على الحدود، ومع تزايد عدد المهربين الذين سقطوا في يد الجيش، حسب البيانات العسكرية المتلاحقة الصادرة عن وزارة الدفاع، يثبت أن التطبيق الحرفي الذي أطلقته قيادة الأركان حقق نتائج ميدانية مهمة في جبهتين على الأقل، على الحدود مع النيجر التي باتت متنفسا لمهربي السلاح إلى ليبيا، وعلى جبهة الحدود المالية والموريتانية التي يتحرك عبرها المهربون المرتبطون بإقليم أزواد. وتعكس الأرقام حول تدخلات الجيش الوطني الشعبي خلال الأشهر الأخيرة تفشي ظاهرة التهريب عبر الحدود الجزائرية، حيث تمكنت فرق الجيش من توقيف أكثر من 400 مهرّب كانوا ينشطون في العديد من المناطق الحدودية، أهمها الوادي وتمنراست وعين ڤزام وبرج باجي مختار. وحسب حصيلة نشاط الجيش، في إطار محاربة التهريب والجريمة المنظمة، لا يزال الوقود يستقطب اهتمام المهرّبين، رغم التضييق على تسويقه بالمحطات الحدودية، حيث تشير أرقام الجيش إلى حجز أكثر من 34 ألف لتر من الوقود بالمناطق الحدودية الشرقية والجنوبية في ظرف شهرين فقط. على صعيد آخر، تعكس الأرقام نفسها نجاح الإستراتيجية الأمنية المعتمدة من قِبل الجيش الجزائري في إبعاد شبح الإرهاب بتطويقه في الحدود وتوقيف عشرات الإرهابيين يحاولون التسلل إلى التراب الوطني. وسمح توقيف هؤلاء باسترجاع عدد من رشاشات كلاشينكوف وذخائر من الأسلحة، إلى جانب اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة. كما تمكنت فرق الجيش من استرجاع العديد من سيارات الدفع الرباعي، التي تبقى وسيلة النقل المفضّلة للمهرّبين إلى جانب شاحنات تم استعمالها في تهريب الوقود وإدخال كميات هائلة من الكيف المعالج للجزائر ووسائل نقل أخرى مثل الدراجات النارية.