أطلق أمس وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، تصريحات خطيرة ضد الجزائر، محملا إياها مسؤولية تنامي النشاط الإرهابي في جبل الشعانبي الواقع على الحدود المشتركة بين البلدين. وقدّم الوزير التونسي المناطق الحدودية مع الجزائر بأنها "البوابة الرئيسية التي يدخل منها الإرهاب إلى تونس". وكثيرا ما أثّرت تصريحات من هذا النوع على مستوى العلاقات بين البلدين واستدعت في بعض الأحيان تبادل مبعوثين رئاسيين لتوضيح الأمور حتى لا يتطور توالي التصريحات من الجانب التونسي إلى "أزمة ديبلوماسية". ونقلت يومية "الشرق الأوسط" الصادرة بلندن في طبعتها أمس أن لقاء مصغرا جمع وزير الدفاع التونسي، بعدد من الصحفيين من بينهم صحفي "الشرق الأوسط"، وخلال هذا اللقاء قال المسؤول التونسي "الإرهاب الذي تعاني منه تونس، قادم من ليبيا والجزائر". وذكر الحرشاني أن الإرهاب على رأس التحديات التي تواجهها تونس، إلى جانب تحدي استمرار المسار الديمقراطي. وقال الحرشاني إن "تونس تواجه تحدياً خارجياً آت من الجنوب الشرقي ومن وراء الحدود واسمه فلتان الحدود الليبية - التونسية، وغياب بناء الدولة الليبية وهيمنة الفوضى"، مضيفا أن التحدي الثاني، خارجي داخلي ويتمثل في المناطق الجبلية القائمة على جانبي الحدود مع الجزائر". وكشف الوزير، أن ما لا يقل عن 250 مقاتلاً تونسياً بصفوف تنظم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا انتقلوا إلى ليبيا منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا. وتتناقض تصريحات الوزير التونسي مع تصريحات سبق وأن أطلقها خلال زيارته إلى الجزائر، حيث أكد أن "تونس تستفيد من التدريبات العسكرية من خلال التعاون الدولي المشترك مع الجزائر، وذلك سعيا إلى التباحث حول الحلول الكفيلة بالقضاء على الإرهاب، والتعاون في هذا الموضوع يكون من خلال تكثيف التكوين، لأن الفرق التي تحارب الإرهاب في المرتفعات الجبلية، ليست فرقا عادية، بل هي مختصة يتم تدريبها على مستوى عال جدا وبتقنيات لا تتقنها إلا الدول التي سبقتنا في هذا المجال وعلى أرسها الجزائر". وذكرت الوزارة في بيان لها إن "إدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة بالتنسيق مع وحدات الاستعلام ومكافحة الإرهاب بأقاليم الحرس الوطنية بكل من مدنين وڤابس وتطاوين ومنطقة قبلي تمكنت من توقيف 3 خلايا تسفير إلى ليبيا من أعضائها 7 عناصر تكفيرية و4 مهربين من أصيلي مدينة بن قردان من ولاية مدنين كانوا يعتزمون الالتحاق بما يسمى داعش ليبيا خلسة". وفي الأسبوع الماضي صادرت قوات الأمن التونسية سيارتين ملغومتين وأسلحة على الحدود مع ليبيا. كما بدأت الحكومة في جويلية الماضي بناء جدار على طول الحدود بين البلدين لمنع الإرهابيين من التسلل إلى داخلها. وقالت الحكومة التونسية إن أكثر من 3 آلاف تونسي غادروا للقتال في صفوف جماعات متشددة في سوريا والعراق وليبيا وهدد بعضهم بالعودة وشن هجمات على الأراضي التونسية.