في ساعات قليلة خلطت كافة الأوراق السياسية في لبنان على صعيد الملف الرئاسي، فبعد تبني رئيس حزب القوات اللبنانية (حليف سعد الحريري المسيحي الرئيسي) ترشيح العماد ميشال عون (حليف حزب الله) لسدة الرئاسة، عاشت الساحة السياسية اللبنانية ما يشبه "الضعضعة" في الفريقين السياسيين الرئيسيين في البلاد 14 و8 آذار، إلا أن المفاجأة الأكبر أتت من قبل النائب سليمان فرنجية. فبعد أن زار رئيس تيار "المردة" الصرح البطريركي في بكركي مساء الاثنين، والتقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أكد استمراره في الترشح للرئاسة، وقال "أنا ما زلت مرشحاً، ومن يريدني يعرف عنوان منزلي". كما غرّد حليف حزب الله وعون على السواء على حسابه على "تويتر" قائلاً: "أنا مستمر في ترشحي للرئاسة". فرنجية الذي كان أعلن مراراً قبل طرح اسمه من قبل الحريري للرئاسة أن خياره الأول لرئاسة الجمهورية هو دعم ميشال عون، وجه ضربة قوية بتمسكه بالترشح إلى حليفه عون، راداً الصاع صاعين. ولا شك أن موقف فرنجية هذا سيطبع المرحلة القادمة في لبنان إن لم يكن بتحالفات جديدة، فبعراقيل جديدة لم تكن في حسبان أي من الفريقين السياسيين في لبنان سواء 14 أو 8 آذار. وإلى حين تبلور المشهد السياسي بشكل أوضح، ينتظر المراقبون موقف حزب الله حليف الرجلين معاً عون وفرنجية، الذي لا شك أنه مع تلك المعطيات سيواجه تصدعاً لا يمكن التغاضي عنه.