غليان في الوكالات التجارية والمطارات والأعوان في انتظار تعليمات جديدة خلّفت "التوضيحات" التي أعلنها الاتحاد الأروبي بخصوص حاملي تأشيرة "شينعن"، موجة غضب عارمة في صفوف زبائن "الجوية الجزائرية"، خاصة أولئك الذين اضطروا لتحمّل خسائر ومصاريف إضافية نتيجة إلغاء حجوزاتهم وتغيير وجهة سفرهم من بلد إلى آخر في الفضاء الأروبي متأثرين بالبيان الذي أصدرته شركة الطيران الجزائرية والقاضي بضرورة دخول الشخص إلى الدولة التي حصل على تأشيرة شنغن من سفارتها أولاً حتى يتمكن من التنقل بحرية داخل دول الاتحاد الأروبي. عاشت أمس، العديد من الوكالات التجارية التابعة لشركة الجوية الجزائرية في المدن والمطارات الدولية بالولايات، أجواء غليان واحتقان بفعل احتجاج المسافرين للمطالبة بالتعويض على الخسائر التي تكبدوها نتيجة إلغاء التذاكر واستبدالها وكذا إلغاء حجوزات الفنادق بشكل وضع إطارات وأعوان شركة النقل الجوي العمومية في ورطة كبيرة. ووقفت "البلاد" أمس على مشاهد من احتجاج الزبائن الذين تدفقوا للمطالبة بتعويضات مالية واستعلامات حول "الجدل" الذي صنعته الجوية الجزائرية بنفسها من خلال تعجيلها قبل أيام بتوزيع ونشر بيان على موقعها الإلكتروني يتضمن إجراءات جديدة لحاملي تأشيرة "شينغن" سرعان ما نفاها الاتحاد الأروبي ووصفها ب«الأكذوبة". وذكر أحد المسافرين الذي كان في قمة الغضب بمطار رابح بيطاط الدولي بعنابة أمس، وهو يستفسر عمّن يتحمل المصاريف الإضافية الناتجة عن تغيير وجهته من إيطاليا إلى فرنسا، قائلا "اضطررت لإلغاء تذكرة سفر اشتريتها قبل نحو أسبوعين وتحمّلت مصاريف الإلغاء وكذا حجز في فندق بمدينة ميلانو لمدّة ثلاثة أيام من أجل شراء تذكرة جديدة من عنابة إلى مرسيليا بعد اطلاعي على بلاغ شركة الجوية الجزائرية، لكن اليوم تبيّن أن ما قمت به لا جدوى منه حسب تأكيدات المفوضية الأروبية". وتابع مواطن آخر حديثه أنه "رغم كل هذه الهالة الإعلامية لا تجد من يعطيك الخبر اليقين من طرف أعوان الجوية الجزائرية الذين يكتفون بالقول إنهم في انتظار تعليمات جديدة من المديرية العامة"، مضيفا بلهجة عتاب لمسؤولي وأعوان الجوية الجزائرية" حينما يتعلق الأمر بعقوبات على التغيير أو إلغاء التذاكر يسارعون لتحميلها للمسافر وحينما تتأكد مسؤوليتهم في وقوع هذا التلاعب مثلما يحدث اليوم تجدهم يتماطلون". من جهته، أفاد مصدر من إدارة شركة الجوية الجزائرية أنّ "الإجراء الذي اتخذته الجوية الجزائرية بخصوص المسافرين نحو دول الاتحاد الأروبي الحاملين لتأشيرة "شنغن" مرده تعليمات من قبل مديرية الطيران المدني، لتطبيق التعليمة الأروبية رقم 810/2009التي تحدد شروط منح تأشيرة شنغن وليس قرارا انفراديا". وأكد المتحدث أن "الإدارة تعكف حاليا على التواصل مع الهيئات المختصة وستتخذ القرار المناسب وتعلمه لزبائنها". ونفى الاتحاد الأروبي مضمون البيان الذي أصدرته الجوية الجزائرية قبل أيام بخصوص تنقلات الأشخاص بالفضاء الأروبي الموحد الذي يقضي بمنع المسافرين الحاملين لتأشيرة "شنغن" من السفر إلى وجهة غير وجهة البلد المانح للتأشيرة في أول خرجة لهم". وأكدت مفوضية الاتحاد الأروبي بالجزائر في بيان لها أمس الأول، أن "القانون المصادق عليه من قبل الاتحاد الأروبي لا يجبر المسافر على بدء رحلته في فضاء "شنغن" من الدولة التي منحته تأشيرة الدخول، مؤكدا بأن لدية حرية دخول الفضاء الأروبي من أي دولة عضوة، شريطة أن يقدم بعض التوضيحات حول مدة الإقامة وكذا الإيواء، بالإضافة إلى التأمينات وكذا تاريخ دخول البلد والخروج منه". كما أشارت المفوضية إلى أنه من "الشائع أن يبدأ حامل التأشيرة رحلته عبر أراضي دولة عضو في فضاء شنغن لم تمنحه التأشيرة بسبب الروابط الجوية أو استغلال وجودها في منطقة شنغن لقضاء بضعة أيام في هذا البلد، قبل أن يصل إلى وجهته الرئيسية".