طالب المفوض من قبل المجلس الرئاسي الليبي، محمد سيالة، "بدعم حكومي جزائري لمواجهة الاضطرابات الأمنية في عدد من المناطق التي يتمدّد فيها تنظيم "داعش" الذي يشكل أكبر تهديد في ليبيا حاليا". وأوضح المسؤول الليبي في تصريح للصحافة أمس الأول على هامش مشاركته في الدورة ال34 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي بتونس أن "الدبلوماسية الجزائرية بعثت للعالم من خلال زيارة مساهل الأخيرة رسالة على أنّ العاصمة طرابلس استعادت أمنها واستقرارها وتغلبت على التهديدات". وأكد سيالة أن "دعم الجزائر لليبيا مقدر تقديرا عاليا"، معربا عن أمله في أن "يتواصل هذا الدعم ويستمر عبر العمل المشترك، لاسيما من أجل مكافحة الإرهاب". ولم يوضح المسؤول الليبي طبيعة "العمل المشترك"، لكن فهم من خلال كلامه أن الأمر يتعلق ببرنامج تنسيق وتعاون مشترك يرجح أن سلطات البلدين قد باشرتا تنفيذه. وكانت مصادر عليمة قد أكدت أن الجزائر قد عرضت على حكومة الوفاق الوطني في ليبيا تدريب عناصر الشرطة والجيش الليبي المكلفين بحماية الحدود المشتركة مع البلدين، وتقدم الوزير بالعرض وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل بشكل رسمي خلال زيارته الأخيرة. وقال الليبيون إن الزيارة ناقشت ثلاثة ملفات أمنية هي تبادل المعلومات والتنسيق بين السلطات الأمنية والعسكرية وتجهيز خطة لتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب. ويقول مراقبون للشأن الأمني والسياسي في البلدين، إن الجزائر كانت قد أوقفت في وقت سابق جميع أشكال التعاون الأمني مع الجانب الليبي في الحدود المشتركة بسبب سيطرة مليشيات غير نظامية على المعابر الحدودية، وأرجأت الجزائر الحديث عن عودة التعاون إلى ما بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحظير لانعقاد الدورة المشتركة بحضور رؤساء الوزراء. وجدّد مساهل بتونس تأكيده خلال لقائه بمسؤولين ليبيين أن "ليبيا تتوفر على قدرات هائلة وطاقة كبيرة وإطارات مكونين ورجال ونساء سياسيين قادرين على تجاوز هذه الأزمة، كما توجد إرادة لدى شركائنا الليبيين لبناء بلدهم والحفاظ على وحدته". وأشار الوزير إلى أهمية "أن تصبح الحدود جسرا حقيقيا بين البلدين وحاجزا يمنع أي محاولة تستهدف بلدينا". وبخصوص التعاون، أشار مساهل إلى التكوين في المجال العسكري والأمني. وأوضح قائلا "نتقاسم الأمن بين البلدين على مستوى الحدود والمسؤولية تقع على عاتق الطرفين"، مشيرا إلى استمرار التهديد الإرهابي. وأضاف أن "الأولوية اليوم هي مكافحة هذه الآفة (الإرهاب)"، مشيرا إلى أنه يتعين على الليبيين أنفسهم والمجموعة الدولية تقديم إسهامهم الضروري لمواجهته. ولدى تطرقه إلى زيارته الأخيرة إلى ليبيا، حيث التقى مع "جميع أعضاء المجلس الرئاسي وعلى رأسه فايز السراج"، أكد مساهل أنه سيتم إعادة فتح سفارة الجزائربطرابلس عن قريب بعد إغلاق دام 4 سنوات. وذكر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية أن "الجزائر كانت على صواب سنة 2011 بشأن التهديد ضد هذا البلد، حيث لفتت الانتباه حول العواقب المضرة لتدخل عسكري في ليبيا وأيضا على البلدان المجاورة والساحل وحوض المتوسط".