الشاب خالد ل "البلاد": تعرضت للقرصنة ورفعت دعاوى قضائية لم تُجد نفعا تم أمس بقصر الثقافة مفدى زكريا بالعاصمة، إتلاف مليوني دعامة سمعية بصرية من الأقراص المضغوطة المقلدة والأفلام المقرصنة من الوسائط التي تم حجزها من قبل أعوان الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة منذ 2015 والموسيقى والبرمجيات، وأشرف على عملية الإتلاف الوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية المعروفة. وحسب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فإن القرصنة بلغت مستويات مقلقة من قبل محترفي الربح السهل ضاربين كل القوانين والأخلاقيات عرض الحائط، من خلال سرقة الأعمال الفنية والمصنفات سواء كانت أشرطة غنائية سمعية أو أفلاما أو أي منتوج فني تمتلكه جهات معينة دفعت حقوق التأليف، مضيفا أن هؤلاء يقومون بإنتاج كمية كبيرة وطرحها في السوق بطريقة غير شرعية، إلا أن العمل المنسق بين الديوان الوطني لحقوق المؤلف والأجهزة الأمنية، مكّن من إيقاف العديد من الأفراد وحجز كميات هائلة من الدعائم المقلدة، فضلا عن تشميع العديد من الأستديوهات التي تتم على مستواها عملية القرصنة. وقال سامي بن شيخ الحسين، المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إن هذه العملية تعد إشارة قوية من الجزائر للتعريف بالجهود الجبارة التي تبذلها في مجال مكافحة المساس بالملكية الفكرية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مضيفا أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وضع خطة لمكافحة القرصنة عبر الانترنت والتي تعتبر، حسبه، الأخطر لسهولتها ولما تتيحه التكنولوجيا من تسهيلات كالفورية وعدم الحاجة إلى دعائم. كما وجه دعوة لأصحاب المواقع المعنيين من أجل تسوية وضعيتهم كحل أخير يغنيهم عن المتابعات القضائية، مشيرا إلى أن الوصول إلى مصادر القرصنة عبر الانترنت صعب جدا بالنظر إلى تموقع الكثير منهم خارج البلاد. وذكر أن الولايات التي سجلت فيها أكبر عمليات قرصنة هي: وهران، مستغانم، عنابة، سوق أهراس، قسنطينة وباتنة، وتطرق سامي بن شيخ الحسين إلى النتائج الممتازة التي تمكن الديوان من إحرازها من خلال جهوده في إطار حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث نجح في الانضمام إلى الكونفدرالية العالمية للملكية الفكرية حيث بات عضوا في مجلس إدارتها، بالإضافة إلى تسجيل الديوان أكثر من 07 آلاف انخراط خلال السنوات الأربع الماضية و17 ألف عضو وذلك من خلال الدعاية الإعلامية. من جهة أخرى، استحسن نخبة من الفنانين الجزائريين المعروفين على الساحة العالمية والوطنية، عملية إتلاف أكثر من 2 مليون قرص مقلد كونها تنصب على حماية الملكية الفكرية سواء كانت فنية أو علمية، خاصة وأنها شرط أساسي لبروز بيئة ملائمة تصان فيها حقوق المبدعين والمبتكرين والمستثمرين وكل رجال ونساء الثقافة. وصرح بعض الفنانين ل"البلاد" خلال المنتدى الخاص بالحماية الفكرية، حيث قال الشاب خالد إنه رفع عدة شكاوى للمحكمة بسبب القرصنة وأن سعي الدولة للحماية الملكية الفكرية هي خطوة حسنة، خاصة إذا علمنا أن تغييرا واضحا حدث منذ التسعينيات إلى يومنا هذا بخصوص القضاء على القرصنة، وأمام استماع الحكومة للفنانين ودعمها لحماية مصدر رزقهم الوحيد، مفيدا في حديثه أنه آن الأوان لطي الصفحة والتحدث عن المستقبل حتى لا يستغل الفنان الذي يتم سرقته ولا احد يتحدث عن ذلك. كما أكد أن أعماله تعرضت للقرصنة في 1990 و في السنوات القليلة الماضية وقدم بعدها عدة شكاوى، لكن لا حياة لمن تنادي. فيما قال الشاب بلال إن عملية القرصنة يعاني منها جميع الفنانين على الصعيد العالمي أو الوطني، لكن يجب تقليصها ولو بنسبة معينة، خاصة وأن الفنان هو الوحيد من يتحمل تكلفة ذلك. وأوضح الشاب مامي في حديثه ل"البلاد" أنه مسرور لمثل هذه المبادرة التي أطلقتها الحكومة، خاصة وأنها الأولى من نوعها وبحضور الوزير الأول، خاصة وأن الفنان الجزائري عانى لفترة طويلة من ظاهرة القرصنة وسرقة إبداعاته وبيعها بثمن بخس. وحضر أيضا كل من الفنانين نادية بن يوسف وكريم مصباحي وفريدة صابونجي وفريدة كريم ومحمد عجايمي والفنانة شافية بوذراع وآخرون.